خالد عمر بن ققه

يحل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غداً ضيفاً على دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل تطورات تشهدها المنطقة والعالم، تشي في مجملها بمخاوف نابعة من توتر في العلاقات على الصعيد العالمي، ضاقت بها القارات والأقاليم والدول ـ برّاً وبحراً ـ بما رحبت، الأمر الذي غيّر من قواعد التعاطي مع الأحداث ـ سلماً وحرباً، أمناً وإرهاباً ـ مثلما عدّل حيناً وغير حيناً آخر مفاهيم كثيرة أصبحت من المسلمات والعرف، ومنها مصطلح «علاقات استراتيجية»، وإن كان هذا التغيير ـ المقبول أو المرفوض ـ لا يزال قائماً لدى الدول ذات الرؤية الثاقبة، والمؤمنة بدورها التاريخي، وتأثيرها في محيطها، ومنها روسيا والإمارات.. فما نوع العلاقة بينهما؟.. ثم أهي حقاً استراتيجية كما يطرح في الخطاب السياسي الرسمي للدولتين، ووسائل إعلامهما؟

تقوم العلاقة بين الإمارات وروسيا على أسس واضحة، وتصورات دقيقة ومحددة، وتبادل مشترك للمنافع والمصالح، وهذا ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج شراكة ذات ثقة لسنوات، وهي بالفعل علاقة استراتيجية، غير أننا إذا سلمنا أنها كذلك بالفعل، عندها سنجد أنفسنا مكبلين بخطاب دبلوماسي وسياسي يطرح مفاهيم في العلاقات الدولية، تبدو ذات طابع ثابت، ومسلم به، وابن الراهن المختلف عنه وحوله ومن أجله، وحين نود التخلص منه، أو تجاوزه، أو حتى استبداله، تنهض أمامنا تجارب الدول الأخرى الغارقة في علاقات مستنقع تحالفات كبرى أمنية وعسكرية.. هنا ستبدو التجربة التركية في علاقتها مع حلف الناتو شاهدة، على فراغ عبارة «علاقة استراتيجية» من محتواها.

لكن تلك العلاقة وغيرها من العلاقات بين الدول، القابلة لعمليتي الشد والجذب، وغير المحكومة بصيغ التعايش، لا يمكن أن نستند إليها في تصور يخصنا على مستوى الإمارات في نظرتنا للعلاقة مع روسيا ضمن فضاء المشترك، إنما سنركن هنا إلى الرؤية الروسية، انطلاقاً من شهادة وموقف وتصور الرئيس فلاديمير بوتين.. فماذا قال بهذا الخصوص؟!

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

في اللقاء الذي جمعه في الأول من يونيو 2018 بولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في الكرملين، قال الرئيس بوتين إن «دولة الإمارات العربية المتحدة شريك وثيق لنا منذ سنوات في منطقة الشرق الأوسط، واليوم سنوقع على إعلان الشراكة الاستراتيجية، لتكون خطوة أخرى في سبيل تعزيز العلاقات بيننا»، وفي ذلك اعتراف بالدور المحوري للإمارات في الإقليم، ونضوج رؤيتها في التعامل مع الفاعلين الأساسيين في المنطقة والعالم.