عبدالله فدعق

اليوم الجمعة طل علينا شهر نوفمبر، ولا يمكن لأحد أن يمره دون أن يتوقف عند حدث جليل مرت به دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ومحبوها من الشرق والغرب، والشمال والجنوب؛ والحدث هو انتقال سمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، إلى الرفيق الأعلى، في الثاني منه قبل 15 سنة، جدد الله رحماته ومغفرته عليه.

لا شك أبداً أن الوالد الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ يعتبر أهم محطة في محطات التاريخ الإماراتي، ولا غرابة أن يستذكر الإماراتيون ومحبوهم كيف كانت الدولة قبل قيام الاتحاد، على يد القائد المؤسس، وكيف أصبحت في عهده الميمون، وكيف صارت بعده في ظل قيادة حكيمة انتهجت نهجه.

في كل لحظة إماراتية مشرقة، يستذكر أبناء الإمارات كيف أشرقت شمس فجرهم على يد الشيخ زايد بن سلطان ـ رحمه الله ـ وكيف أخذ سفينة وطنه نحو دولة عصرية، وفي نفس الوقت قادرة على الحفاظ على تراثها، وفق قيم العدل والمساواة وسيادة القانون؛ ومن هنا كان الوفاء الإماراتي غير مستغرب أبداً.

وفاء دولة الإمارات قيادة وشعباً لإرث الشيخ زايد ـ يرحمه الله ـ ليس مجرد مشاعر أو شعارات، وإنما هو وفاء لقيم ومبادئ ونهج تشبث، وسارت عليه الأجيال بكل صدق وإخلاص، غرضهم من ذلك تجسيد حلم مؤسس دولتهم، بأن تظل بلدهم منصة ريادة عالمية، وواحة سلام وخير للعالم كله.

الثاني من نوفمبر تذكير جميل بأن العمل والسير وفق نهج الشيخ زايد - رحمه الله - مستمر، من أجل الحفاظ على إرثه وموروثاته، وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - القائل «إن دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً مصممة على مواصلة التمسك بالنهج الذي أرساه فقيد الوطن الكبير، وأن تظل وفية لما زرعه من مبادئ وقيم، وما حققه من إنجازات على جميع المستويات»؛ وبالفعل مسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مثل الأشياء الثمينة التي لا تطالها أغبرة الزمان، بل تظل براقة بتفاصيلها النفيسة.. وسيرته العطرة لا تزال تعبق بها الأمكنة والتواريخ.. حصد حباً جماً يزداد رسوخاً في ذاكرة بشر وأرض ووطن.


أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة