عبدالله علي ـ طالب هندسة وكاتب رياضي ـ الإمارات

عُرفت كرة القدم على مر العصور السابقة بالتنافسية الشديدة، والنجاعة من أجل فرض الأسبقية أمام الخصوم وإشباع المشجع بوجبة كروية دسمة من الأهداف، والمواجهات الفردية، المشادات الكلامية، والحيل التكتيكية.. إلخ، إذ لا يمكن أن تخلو أي مباراة في إطار الرياضة، ولا سيما كرة القدم من تلك العناصر التي سبق ذكرها، والتي من خلالها يتسنى للمشاهد بداهة تصنيف اللاعب، والكشف عن معدنه إبان أي طارئ يلم بمجريات المباراة.

لا شك في أن ما يعد من أبجديات كرة القدم هو سلامة خصمك، نعم خصمك الذي تصارعه وتأمل في هزيمته لا إصابته، وإلحاق الخسارة به لا الضرر، وهنا يكمن سر عالم الساحرة المستديرة، فأول مهام حكم اللقاء هي حماية اللاعبين، وفي المقابل حرصك على سلامة غريمك أسُّ واجباتك على أرضية الميدان، وهذا أول مؤشرات النضج الفكري..لقد تلاشت في الآونة الأخيرة سواء في الملاعب العالمية أو العربية، ما يعكس قيمتي التسامح والتفاهم، ويرجع السبب إلى ازدياد التنافسية واستفحال العصبية الجماهيرية في المحيط الرياضي، لكن ما وقع في مواجهة جمعت بين ناديي إيفرتون وتوتنهام الإنجليزيين استوقف الجمهور الكروي، فهو مشهد عاطفي قلَّما يتكرر، بعد التدخل الخشن (غير المقصود) للاعب توتنهام الدولي الكوري الجنوبي هيونغ مين سون على قدم البرتغالي أندريه غوميز، والذي على إثره أصيب بكسر في كاحله الأيمن، فقد تعاطفت الجماهير مع سون الذي انهار باكياً متأسفاً على تسببه في إصابة زميله في اللعبة، ردة الفعل البريئة التي أبداها اللاعب كانت بمثابة مرآة عكست عقليته الكروية الناضجة وثقافة الروح الرياضية التي يتمتع بها وأظهرت للعيان إيمانه بأن سلامة خصمه من سلامته.

أخبار ذات صلة

مقاومة التشتت الجغرافي-الاقتصادي.. كيف يحدث؟
فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!