منى الرئيسي

مع تحسن الأجواء وسقوط الأمطار بين فينة وأخرى، تتجه العلاقات الاجتماعية نحو مزيد من الألفة والرحمة والمودة، فلا شك أن هناك علاقة وطيدة بين الإنسان والبيئة والمناخ من حيث التأثر والتأثير.

هنا أب يشارك أبناءه جلسات الشواء الخارجية تحت سفوح الجبال التي تعانق سماء الدولة، وهناك عائلة تجمعها ليالي السمر ولحظات الأنس بين كثبان الرمال في صحارٍ تتوسطها معالم ترفيهية عديدة كتلك التي في ليوا ومليحة.

والعلم أثبت تأثير الأجواء الباردة على الحالة المزاجية للفرد بشكل إيجابي، ولعل مظاهر الفرح التي نلمسها من حولنا عند سقوط زخات المطر تثبت ذلك مع تداول الرسائل والصور والأدعية والأغاني على تطبيقات المحادثة، ووسائل التواصل الاجتماعي.

وهنا تعود بي الذاكرة إلى أيام المدرسة عندما كانت تأخذنا معلمة الفصل لاستكمال الدرس وسط الأجواء العليلة، وتأثير ذلك على تلقينا للمعلومة وحماسنا لاستكمال الحصص.

المفارقة عندما ننظر إلى دول يكون فيها الجو البارد نقمة فيغلب على الكثيرين الشعور بالحزن والاكتئاب، خاصة في الدول الإسكندنافية، نتيجة قلة التعرض لأشعة الشمس وتساقط الثلوج والأمطار الرعدية، ويتفاقم الأمر ليصل حد الانتحار.

ولعل فصل الشتاء هنا فرصة لتجديد المشاعر واستبدال الانفعالات والتوتر، الذي كان مرافقاً للبعض في فصل الصيف نتيجة تأثير الحرارة على الأمزجة، وهو كذلك يتيح اللعب والتجول في الأماكن المفتوحة والتمتع بالخضرة، التي تعكس أثرها على النفس.. فالطبيعة خير علاج للروح وخير مداوٍ للجروح.

أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة


ولأنها تكافئنا بهذه اللحظات السعيدة، يبقى أن نرد الجميل بالمحافظة على ما منحنا إياه الرب من تنوع جغرافي وبيولوجي يعود نفعه على العباد والدواب.