عبد الرحمن النقبي

لا يكاد الإنسان العربي يلتفت إلى أي بقعة ملتهبة في وطننا العربي إلا ويجد لإيران فيها موطئ قدم.. فحيثما حلَّت إيران، حل الدمار والخراب والطائفية، وما الاضطرابات الحالية في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن إلا نتاج سياسة إيران الرجعية.

هذه السياسة والإصرار الممنهج لتدمير كل ما هو عربي، وأن يصبح تابعاً لإيران ليس وليد الثورة الخمينية كما يعتقد البعض، بل له جذور ضاربة تعود إلى قرون طويلة مضت.

هزيمة وانهيار الإمبراطورية الفارسية الساسانية، التي كانت في طور خلق قومية فارسية جديدة، أمام الفاتحين العرب الذين جاءوا ومعهم دينهم الحيوي الجديد، الذي اعتنقه الفرس باقتناع، وما لبثوا أن تبنّوا فكر وأخلاق الدين الجديد، الذي أضاع الحلم بإعادة إحياء القومية الفارسية.. رغم دخول الفرس الإسلام وتبدُّل حياتهم نحو الأفضل، إلا أنه مع مرور الوقت حدث تضارب في مشاعرهم، نعم إن الإسلام الذي جاء به العرب دين عدل وتعايش، إلا أن ذلك لم يُنسهم أنهم أحفاد قورش وداريوش، وأن العرب أو الأعراب قضوا على قوميتهم الفارسية التي يعتزون بها، وسرعان ما تحول هذا الاضطراب النفسي إلى كراهية وعداء قومي ضد العرب.

لم يجرؤ الفرس على التصريح علانية بعدائهم للعرب (إخوانهم في الإسلام)، لذلك خالفوا العرب في فهمهم للدين، وتم تفريغ كل أحقادهم على بعض الرموز العربية المسلمة، وهذا الحقد سرعان ما تحول إلى تقديس مبالغ فيه لرموز دينية، انتقاماً فارسياً من المسلمين العرب، الذين يعتقدون بأنهم ألغوا هويتهم وقوميتهم الفارسية العتيقة!

وإن استمرار إيران في عدائها الممنهج ضد العرب سيدفع ثمنه الداخل الإيراني دون شك.

أخبار ذات صلة

بيت الأسرة الإبراهيمية... توازنات الأمن الديني ما بعد الاضطراب الفكري
حياتنا بين نقطة وفاصلة