محمد محمد علي

العلاقات الموريتانية - الإماراتية راسخة القَدم منذ أن أسسها 1973 القائدان المؤسِسان المختار ولد داداه والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله، وكانت الزيارتان المتبادلتان بينهما سنة 1974، تجسيداً لصلات الأخوة المتينة القائمة على وحدة التاريخ والدين والمذهب المالكي، واللغة والتقاليد العربية الأصيلة.

وكانت زيارة الشيخ زايد لموريتانيا آنذاك نموذجاً لزيارات المودة والتقدير، وعبّر ظهوره في الزي الموريتاني (الدراعة) عن عمق الروابط وحب الشيخ زايد لموريتانيا وشعبها. ولعل هذا القائد لم يظهر في زي غير زيه الوطني إلا في هذه المناسبة، وارتدى القائد المؤسس المختار ولد داداه أيضاً الزي الوطني الإماراتي تعبيراً عما يكنه الشعب الموريتاني من حب الشعب الإماراتي وقيادته.

والآن جاءت زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للإمارات تجسيداً واستمراراً لعهود الآباء، ويدل الاستقبال الاستثنائي الذي حظي به الرئيس الموريتاني من أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات، على رسوخ هذه الروابط.

فخلال الزيارة أُبرمت اتفاقيات عديدة مهمة شملت قطاعات حيوية كالتعليم، والصحة، والأمن الغذائي، والطاقة، والمعادن، والبنية التحتية، والنقل الجوي.. وخصصت الإمارات 2 مليار دولار لمشاريع استثمار وقروض لموريتانيا.

وتمثل هذه الاتفاقيات رغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما باستمرار، وقد عبر عن ذلك الرئيس الموريتاني بأن زيارته للإمارات الشقيقة: « تعكس صورة صادقة عن عمق روابط الأخوة التي تجمع بين شعبينا الشقيقين وقوة تعاوننا الثنائي وإرادتنا المشتركة في زيادته متانة ورسوخاً».

تضاف إلى ذلك مذكرة التفاهم التي تعفي مواطني البلدين من تأشيرات الدخول، وعندما تطبق هذه المذكرة، تكون موريتانيا البلد العربي الوحيد غير الخليجي الذي يتمتع بهذه الميزة من دولة الإمارات الشقيقة.

أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة


وعكست الخطابات المتبادلة بين القائدين محمد ولد الشيخ الغزواني والشيخ محمد بن زايد، رغبة البلدين في الارتقاء بالعلاقات إلى أعلى مستوى ممكن، وهذا ما أكده الشيخ محمد بن زايد بقوله إن العلاقات الإماراتية الموريتانية ظلت تتطور في جميع المجالات «بفضل حرص قيادتي البلدين على دفعها إلى الأمام، من منطلق روابط الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين».

لذلك، يُتوقع أن تشهد هذه العلاقات الأخوية منعطفاً جديداً يستجيب لتطلعات البلدين ورؤاهما في هذا الظرف الحاسم من تاريخنا.