عبدالعزيز بوبر ـ الفجيرة

قدمت الفنانة الليتوانية بيروتي مار، عرضاً مسرحياً مونودرامياً على مسرح دبا الفجيرة تميز بالإبداع والتفرد كتابة وتمثيلاً وإخراجاً حاكت عبره قصة الأديان واختلاف الثقافات في الشكل رغم اتفاقها في المضمون الإنساني الذي يركز على المحبة والتسامح كقاسم مشترك.

وأبحرت الفنانة مار في هذا الفضاء الإشكالي بين اتفاق النصوص المقدسة ضمنياً واختلاف البشر في تبنيها، حيث كان على بيروتي مار أن تعبر عبر تقاطيع الوجه والصوت والديكور البسيط، وهنا تحملت الممثلة عبئاً في إيصال الفحوى ودلالاته الكثيرة، فرغم اختلاف اللغة، وعدم تمكن الكثيرين من متابعة الترجمة الإنجليزية بالسرعة الكافية على الشاشة، إلا أن التقاط النقاط المتناثرة من النص، إضافة إلى الرؤية البصرية التي ارتكز عليها العمل، مكنا المتابع من الاتصال الجيد مع العمل، فتجربة المخرجة والممثلة والمؤلفة معروفة بالنسبة إليه منذ أن درست المسرح في روسيا واليابان، ما جعل تعدد المصادر الثقافية عامل غنى في التأليف المسرحي لديها، وفي النهاية كنا أمام عمل فيه من التجريب والأداء المتقن الشيء الكثير.

دائرتان لونيتان تصدرتا العمل، الأولى حمراء على أرض المسرح حيث تقف بيروتي أثناء الأداء، والثانية هي التوثيقية المعرفية المعروضة على الشاشة في الخلفية أثناء الإلقاء، إضافة إلى الموسيقى التي رافقت هذه المشهدية وحاولت أن تتحدث هي الأخرى بلغتها المغايرة.

من حيث المضمون، تمحورت فكرة العمل حول نبذ العنف والدعوة إلى المحبة والتسامح وغير ذلك من المبادئ الإنسانية التي تدعو إليها الأديان، وقد حمل النص أغنيات وموسيقى يابانية وثقافات أخرى من مراحل متعددة تركز على هذا الجانب، وفي هذا الاتجاه ظهرت الفكرة المتبناة كبيرة تتطلب الكثير من الجهد كي تظهر واضحة على المنصة، وهو ما فعلته بيروتي.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا