محمد فايت

لم يكن أكثر المتشائمين في بداية الموسم الجاري يتوقع ما يحدث في فريق شباب الأهلي حالياً، إذ كان الفريق الملقب بالفرسان مرشحاً للتتويج بـ4 ألقاب محلية، قبل أن ينقلب الوضع وتتحول الأحلام إلى معاناة وكوابيس لجماهيره.

بعدما كان الفريق مرشحاً للتتويج بألقاب كل من السوبر الإماراتي، كأس الخليج العربي، كأس صاحب السمو رئيس الدولة والدوري، بات الآن منافساً على بطولة واحدة هي دوري الخليج العربي، في وقت يواجه فيه منافسة شرسة من بقية الفرق، إذ تقلص فارق صدارته مع أقرب منافسيه إلى 5 نقاط بعدما كان 8 نقاط في مراحل سابقة.

وفي سياق البحث عن أسباب تراجع الفرسان، تتكشف 5 تحديات يرجح أنها السبب في أزمات الفريق الأخيرة، نستعرضها تالياً.



استعادة الثقة

من أبرز التحديات التي تواجه فرسان دبي استعادة الثقة بالنفس، أي أن تعود إلى اللاعبين ثقتهم بإمكاناتهم ومقدرتهم على العودة بقوة من أجل المنافسة على لقب الدوري والمحافظة على صدارتهم للترتيب بـ35 نقطة.

وتمثل مواجهة الجمعة لحساب الجولة الـ17 من دوري الخليج العربي اختباراً في هذا الإطار، إذ ستكون أمام الفريق الذي تسبب في إخراجهم من كأس صاحب السمو رئيس الدولة وتأهله على حسابهم (بني ياس)، علماً بأن المباراة ستلعب على أرض السماوي في الشامخة.

أجانب بلا فاعلية

عانى شباب الأهلي ضعف المردود الفني للاعبين الأجانب الذين لم يقدموا الإضافة المرجوة للفريق، بدءاً من المالدوفي لوفانور الذي لم يسجل في الموسم الجاري سوى 4 أهداف في 24 مباراة، والبرازيلي ليونادرو دا سليفا هو الآخر لم يستفد الفريق من خدماته بشكل كبير إذ أحرز 7 أهداف في 15 مباراة.

ولم تكن مساهمة الوافد الجديد الإسباني بيدور كوندي الذي انضم إلى الفرسان في الانتقالات الشتوية قادماً من بني ياس بالمستوى المطلوب في المباريات التي ظهر فيها بشعار شباب الأهلي، ما اضطر مدرب الفريق الأرجنتيني أروابارينا لاستبداله في عدد من المباريات، ويعود ذلك لعدة أسباب منها عدم

انسجام اللاعب مع بقية عناصر الفريق كما اتضح ذلك في عدد من المباريات إضافة إلى عدم وجود كرات له بشكل متواصل، وهذا يرجع بحسب محللين إلى عدم تواجد صانع ألعاب في الفريق يمده بالكرات الحاسمة ويصنع له الفرص.



وجاءت المساهمة الفنية للمحترف الرابع الإيطالي فيديريكو كارتابيا متوسطة، وإن كان الأفضل بين جميع المحترفين الأربعة في الموسم الجاري ولا سيما أنه يلعب في منتصف الملعب.



يعد ملف الأجانب والطريقة التي أدير بها من أبرز السلبيات التي تضرر منها شباب الأهلي إذ لم تكن الخيارات بالمستوى المطلوب لدعم الفريق فنياً وصناعة الفارق، خصوصاً في البطولة الآسيوية التي ظهر فيها الفريق بشكل متواضع متلقياً خسارتين في أول جولتين أمام بختاكور الأوزبكي والهلال السعودي.

أخبار ذات صلة

«الشارقة الرياضي» يوقّع مذكرة تفاهم مع «الدفاع المدني»
فيفا يدعو طاقم الإمارات المونديالي لسيمنار حكام كأس العالم



وامتداداً لضعف خيارات الفرسان على مستوى اللاعبين الأجانب، جاء تعاقد الإدارة مع الأوزبكي عزيز غانييف ليتم قيده في القائمة الآسيوية بديلاً للمالدوفي لوفانور حسبما تنص قوانين الاتحاد الآسيوي، على أن يكون بين المحترفين الأربعة الأجانب لاعب آسيوي.



ولم يظهر غانييف أنه الخيار المناسب للتعاقد معه حيث ظهر بمستوى باهت في مباراة بختاكور الأوزبكي بالرغم من تعوده على اللعب في تلك الأجواء واكتسابه الخبرة بعدما كان يلعب سابقاً في صفوف ناساف الأوزبكي، وفي مباراة الهلال السعودي أيضاً لم يقدم الأداء المنتظر.



الإصابات

بحسب الكثير من النقاد، لا يمكن إغفال موجة الإصابات التي ضربت الفريق وتسببت بخروج العديد من العناصر المهمة في تشكيلة أروابارينا وفي مقدمتهم البرازيلي ليوناردو الذي مازال في مرحلة التعافي من الإصابة التي ألمت به قبل أكثر من شهرين، إضافة لتوقفه السابق بقرار من لجنة الانضباط لمدة 5 مباريات بعد معاقبته على سوء السلوك الذي ارتكبه في مباراة النصر وشباب الأهلي واعتدائه على لاعب النصر محمد عايض بدون كرة.

ومن الأسماء المهمة التي فقدها شباب الأهلي طويلاً وعادت مؤخراً المهندس ماجد حسن الذي أصيب أثناء مشاركته في لقاء السوبر بين فريقه والشارقة في سبتمبر الماضي.

وتضم قائمة الإصابات طويلة الأمد كلاً من مانع محمد، عبدالعزيز صنقور، وليد عباس، ومحمد جمعة.

ضغوطات الهزائم

بعدما تلقى شباب الأهلي 4 هزائم متتالية في 4 مباريات مختلفة، بات يواجه تحدياً ناجماً عن الضغوطات الجماهيرية حيث يرى العديد من أنصار الفريق أنه بات يعيش مرحلة التراجع واهتزاز الثقة، إضافة إلى الانتقادات التي تطال اللاعبين والإدارة والجهاز الفني في وسائل الإعلام وسوشيال ميديا، وهو الخطر الداهم الذي يطال اللاعبين حالياً، ولابد من إخراجهم بشكل عاجل من تلك الدوامة حتى لا يفقدوا التركيز فيما تبقى من الموسم، وهنا يكمن دور الإدارة في ضرورة التعامل مع هذا التحدي باحترافية عالية.

عناد أروابارينا

يعد مدرب شباب الأهلي الأرجنتيني أروابارينا من أفضل المدربين الذين تعاقبوا على دورينا في الأعوام الأربعة السابقة حيث قضى موسمين مع الوصل ومثلهما حتى الآن مع شباب الأهلي، إلا أن الأرجنتيني لديه العديد من السلبيات حسبما يرى منتقدوه وأهمها العناد وعدم الاستماع إلى آراء اللجان الفنية التي تكونها إدارات الأندية لتكون مساعدة له في مهامه، ويصر دائماً على آرائه حتى لو كانت خطأ.

واتهم الناقد الرياضي ورئيس أكاديمية شباب الأهلي الدكتور موسى عباس أروابارينا بالعناد بشكل صريح، وقال في تصريحات إعلامية إن اللجنة الفنية في نادي شباب الأهلي جلست مع المدرب أكثر من مرة لمناقشته في أوضاع الفريق ولكنه يصر على رؤيته.

وبالرغم من خسارة كأس السوبر وكأس الخليج العربي والخروج من الكأس الأغلى وخسارتي الآسيوية، لم يتبق للفريق إلا المنافسة على الدوري، وكانت إدارة النادي قد جددت الثقة به ونفت الأخبار المتداولة عن إقالته.