الرؤية ـ دبي

نظمت ندوة الثقافة والعلوم أمسية تشكيلية افتراضية استضافت فيها الفنانين عبدالوهاب عبدالمحسن من مصر ومريم الزدجالي من سلطنة عمان، وكريمة الشوملي من الإمارات وحضر الجلسة بلال البدر رئيس مجلس إدارة الندوة وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس ود. محمد يوسف الأكاديمي والفنان التشكيلي ود. نجاة مكي ونخبة من الفنانين التشكيليين والمهتمين.

أدارت الجلسة المخرجة نجوم الغانم معبرة عن أهمية مثل هذه الجلسات في تقديم غذاء فكري وثقافي وفني في ظل الظروف الصحية الحالية، وأشارت إلى ثراء تجارب المشاركين والحضور القوي للطبيعة والواقع في بعض الأعمال الفنية، وأشارت إلى دور المؤسسات والجمعيات الفنية في دعم ورعاية الفنانين والحركة التشكيلية في مختلف الدول.

وذكرت الفنانة الإماراتية كريمة الشوملي الأكاديمية في كلية الفنون بجامعة الشارقة، أنها تنتمي إلى الفن المعاصر مما أكسبها شغفاً دائماً من محيطها، وتعتمد في أعمالها على المفهوم والبحث عن الفكرة، وتوظف التقنيات في أعمالها الفنية سواء لوحة فنية أو تراكيب أو فوتوغرافيا أو مشهد أدائي، باعتبار أن جميع هذه الأعمال نوع من التعبير عن ذات الفنان.

وأكدت الشوملي أن لإمارة الشارقة الفضل في إثراء وتطوير الحركة التشكيلية الإماراتية حيث أولت الكثير من الدعم والرعاية بفضل إنشاء جمعية الإمارات للفنون التشكيلية والمعارض وتنوع التجارب.

وأضافت الفنانة العمانية مريم الزدجالي صاحبة المشوار الفني الكبير الذي يحتفي باللون والتراث والمعماري واللوحة التشكيلية على امتدادها، أنها تبحث في الهوية العمانية والعربية والتراث الشرقي، خاصة في ظل عولمة العالم واتساعه، وأكدت أن التجارب الفنية تكسب الفنان خبرة إلا أن التميز والحفاظ على الأصالة والهوية هو الأهم، وقد تخصصت في إدارة الفنون وتعمل في الجمعية العمانية للفنون، وهاجسها في التشكيل البحث والتجربة والهوية.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

وأكدت دور الرعيل الأول من الفنانين التشكيليين العمانيين في إثراء تجربتها الفنية وعلى وجه الخصوص الفنان العماني أنور سوني الذي يعتبر من رواد الحركة التشكيلية العمانية، كذلك كان للجمعية العمانية للفنون دور في دعم ورعاية الفنانين العمانيين وإثرائهم بخبرات متنوعة.

وتناول د. عبدالوهاب عبدالمحسن الفنان التشكيلي المصري، المؤثر ثقافياً وفنياً والمشهود له بالكثير من الإنجازات الفنية، تجربته الفنية ذات علاقة بالمكان الذي نشأ فيه في ريف مصر، وتعتمد على القرب من الأرض والطبيعة فكانت الدراسة الأكاديمية هي المعين في توظيف الطبيعة من حوله في أعمال فنية ثرية ومتميزة، وقد مارس النحت والغرافيك والرسم غيرها من فنون التشكيل.

وبحكم وجوده بالقرب من البحر والصيد وصحراء وبيئة طبيعية حية استطاع توظيف تلك المفردات إلى جانب وجود العديد من المثقفين والأدباء في محيطه، فاستلهم من كل المحيط الكثير من الأعمال وتعتبر تجربته زاخرة بالتمردات والتقلبات الفنية.

وأشار د. عبدالمحسن إلى مهرجان البرلس الذي يجتمع فيه فنانون تشكيليون من مختلف أنحاء العالم ويقومون بالرسم والتشكيل في مختلف مفردات البيئة من منازل صيادين ومراكب وأسوار ومساحات واسعة لتصبح القرية بأكملها لوحة تشكيلية تتزين من عام لآخر بمفردات متنوعة.

وعن التجربة الصوفية في أعمال عبدالمحسن أشار إلى أن ملامسته للعناصر الفنية تستنفر حالة الخيال، وخاصة عندما تكون البيئة المحيطة ملهماً أول يساعد على استحضار الفن والشعر والموسيقى والتشكيل وكل مفردات الإبداع.

وطرح بلال البدور تساؤلاً حول دور الأقاليم (الأطراف) في إثراء الحركة الفنية باعتبار أنه دائماً ما يكون التركيز على المدن (العواصم) في المشهد الفني، وهذا حتى على مستوى الأقاليم والأوطان فكان الضوء في بعض الأحيان يركز على دول العمق، أما دول الأطراف فيكون وجودها بسيطاً رغم ما يمتلكونه من إبداع وقدرات فنية وأدبية وثقافية شاملة.

وأكدت نجوم الغانم أن الإبداع يفرض نفسه بعيداً عن المركز والأطراف، وأن الإعلام هو من صنع تلك القوالب والفوارق ولكن مع التطور التكنولوجي استطاعت الأطراف أو الأقاليم أن تكون أكثر حضوراً وبروزاً في المشهد الإبداعي.

وتساءل علي عبيد عن دور الفن التشكيلي العربي في التأثير في المدارس الفنية العالمية، وإلى أي مدى استطاع الفنان التشكيلي العربي أن يخلق لنفسه هوية مميزة تؤثر في الآخر.

وأكد الفنان عبدالمحسن أن الحركة التشكيلية العربية كانت متأثرة وليست مؤثرة منذ أكثر من قرن إلا في مجال الحروفيات التي تمثل نموذجاً مبدعاً للتمرد الفن التشكيلي العربي، ولكن كانت هناك تجارب فنية مشهود لها وذات هوية عربية أصيلة كالفنان المصري محمود سعيد.