خلود الفلاح

منذ قرابة الشهرين مرت الذكرى السنوية الرابعة لوفاة رائدة المسرح الليبي الفنانة «سعاد الحداد»، بدون أن يلتفت أحد لتلك الذكرى.. أنا أيضاً لم أنتبه لولا أن صادفتني صورة للراحلة، وهي في مرحلة الشباب في حساب أحد الأشخاص على فيسبوك.

لا يمكن أن ألوم أحداً بمرور هذه الذكرى مرور الكرام بسبب معاناتنا اليومية في هذا البلد المسمى ليبيا، حيث لا كهرباء ولا سيولة مالية، وتزايد عدد حالات كورونا وكثير من الصعاب الأخرى.

سعاد الحداد بدأت حياتها الفنية على خشبات المسرح في سوريا، لأن عائلتها كانت من ضمن العائلات الليبية المهاجرة إلى هناك، وقد قدمت عملها الفني الأول حيث شاركت مع فرقة مصرية زائرة لدمشق في مسرحية (قيس وليلى) من بطولة الفنان حسين رياض، وكان للصدفة دورها في مشاركتها في هذه المسرحية، إذ تغيبت الفنانة فاطمة رشدي عن العرض، فوقع الاختيار على سعاد الحداد لتحل محلها.

وكان أول من اكتشفها هو المخرج الليبي صبري عياد، الذي كانت عائلته من ضمن العائلات الليبية المهاجرة إلى سوريا أيضاً، وكان الدور عبارة عن قراءة 4 أبيات من الشعر.. وقتها تقاضت الفنانة الراحلة على الدور مبلغ خمسين ليرة سورية، وكان مبلغاً مناسباً بحسب ما ذكرته الفنانة الراحلة.

وفي عام 1965، عادت سعاد الحداد إلى ليبيا، وانتسبت إلى الفرقة الوطنية للمسرح، وقدمت معها مسرحية (أهل الكهف)، ثم توالت بعد ذلك أعمالها المسرحية فكان منها: شجرة النصر، وشكسبير في ليبيا، والصوت والصدى، ووطني عكا، وحمل الجماعة ريش، ولعبة السلطان والوزير، والعادلون، والسندباد، والزير سالم.

لم تكن الراحلة سعاد الحداد مجرد رقم يضاف إلى الممثلات المسرحيات اللواتي كن موجودات في تلك الفترة، ولم يواصلن مشوارهن المسرحي، أمثال: الراحلة فاطمة عبدالكريم، وفاطمة وعائشة الحاجي، بل كانت صاحبة موهبة عظيمة أشاد بها الجميع، بل عُد وجودها فتحاً حقيقيّاً للمسرح الليبي.

أخبار ذات صلة

ما بعد كورونا.. وأزمة الطّاقة
لماذا ترجمة جديدة للطاعون؟


في عام 2007، ترأست الفنانة الراحلة سعاد الحداد مهرجان طرابلس المسرحي، وبذلك تعد أول فنانة تترأس مهرجاناً للمسرح حتى وإن كانت هذه الخطوة متأخرة جداً.

سعاد الحداد كان همها الأكبر أن يتم الاهتمام بالمسرح الليبي بشكل أكبر مما هو موجود انطلاقاً من إيمانها بأهمية الفن في خلق جيل واعٍ وتأسيس حركة مسرحية ليبية متميزة.