عبد الرحمن النقبي

بالرغم من النأي بنفسي عن السياسة، إلا أنني لم أجد بدّاً من الإدلاء بدلوي، بخصوص ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي من إساءات بعض إخواننا العرب لدول الخليج وللإمارات بشكل خاص على خلفية معاهدة السلام الأخيرة مع إسرائيل.

تاريخنا يحفل بالكثير من الأدلة والشواهد على المساعدات غير المشروطة من جميع دول الخليج للدول العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، مدّت دول الخليج أيديها لإخوانها العرب، نابعة من محبة خالصة دون نفاق أو رياء ودون انتظار مقابل، وهو أمر يستحق أن يُلاقى بالشكر والعرفان.

أستشهد على ذلك بموقف حدث عام 1966، أي قبل قيام دولة الإمارات، حين قام الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي آنذاك، بمنح هبة قدرها 700 ألف جنيه استرليني للحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية ( كما ذكر جيلبير سينويه في كتابه «الصقر» ترجمة صالح الأشمر)، وهذا المبلغ كبير جداً، خصوصاً بأنه جاء مع بدايات تصدير النفط وفي وقت كانت أبوظبي في أمسّ الحاجة إليه لتأسيس كيانها وتوفير المتطلبات الأساسية لسكانها.

هذه الهبة قُدّمت قبل أن تُشقّ الشوارع وشبكات الطرق في أبوظبي، وبالرغم من التأخر في سداد رواتب العاملين في القوى الأمنية لعدة شهور، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدلّ على أنّ الإمارات لم تقدّم المساعدات بعد أن شبع بطنها بل تقاسمت الخبز مع إخوانها العرب حتى قبل أن توفّر احتياجاتها الضرورية.

الشاهد في الموضوع، هو : أن الإمارات ساعدت إخوانها قبل حكم الشيخ زايد، رحمه الله، وأثناء حكمه وبعد رحيله، وستبقى الإمارات سنداً وذخراً لإخوانها العرب، وجميع شعوبها محل كل محبة وترحيب.


أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة