فاطمة المزروعي

في هذا العصر الممزوج بالتقنيات الحديثة وما يصاحبها من ثورة هائلة في عدة مجالات حيوية ومهمة ومن بينها الاتصالات وشبكة الإنترنت، أصبحت الأجهزة على اختلافها بين أيدي الجميع حتى الأطفال منذ نعومة أظافرهم. البعض يجد أن هذا إيجابي، كونه يُمكّن الطفل منذ صغره من الإلمام بالتطور وما يعيشه العالم من تقنيات، وهذا الرأي ليس خاطئاً بشكل عام، ولكن إن أصبحت تلك الأجهزة هي الركيزة الأساسية لجميع الجوانب الحياتية للطفل، فقد يؤدي إلى آثار وخيمة في نموه النفسي والاجتماعي. كما هو معروف، فإن زيادة استخدام التقنية والأجهزة بين أفراد الأسرة أحد المسببات للتفكك الأسري، لأنه غالباً لا يتم توظيف هذه التقنية ووجود التكنولوجيا في حياة الأسرة على النحو الصحيح، فقد أصبحت رؤية الأجهزة بين يدي جميع أفراد الأسرة، ولكل فرد منهم عالمه الافتراضي الخاص، أمراً بديهياً، وبالتالي تفقد الروابط ومشاعر الألفة بين العائلة على المدى البعيد. في هذا السياق أتذكر دراسة ألمانية حديثة أجريت في جامعة لايبزغ الألمانية شملت 527 طفلاً ألمانياً، انتهت إلى التحذير من استخدام الأطفال للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، إذ قد تسبب ضرراً كبيراً على سلوكيات الطفل، وقالت الدراسة التي نُشرت في «المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة» إن تلك الأجهزة تؤدي إلى حدوث فرط نشاط ولا مبالاة لدى الأطفال ما بين الثانية والسادسة، ونصح الباحثون في الدراسة بعدم استخدام الأطفال مما تقل أعمارهم عن 3 أعوام الأجهزة نهائياً، أما الأطفال الأكبر سناً فلا يجب استخدامها لأكثر من 30 دقيقة في اليوم.

أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة