باسمة أبو شعبان

العدوانية والاكتئاب، القلق والعصبية، نقص القدرة على التخطيط، ضعف الأداء العقلي، ضعف العلاقات الاجتماعية وتوترها، اضطراب الحالة الانفعالية العامة، وضعف الاستيعاب.. هذه الأعراض جميعها مرتبطة بالازدحام، خاصة ازدحام المكان من حولنا، إضافة لازدحام الأفكار والخطط والمشاريع في الرأس، وغيرها من مظاهر الازدحام.

في كتاب سحر الترتيب لليابانية ماري كوندو، الذي تصفه بالفن الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى، تكرس كل كتابها الذي يقع في 218 صفحة على ترتيب البيت لما له من أثر على الراحة النفسية، والعيش بسعادة وهدوء ودون توتر. في البداية تطالبنا بالرمي، والتخلص من كل ما هو زائد وغير ضروري، ولأنها تدرك صعوبة ذلك على كثير من النساء ربات البيوت، فهي تضع المعيار لتحديد ما يمكن رميه، أولها الأشياء التي لم تعد صالحة للاستعمال، بسبب كسر فيها، أو عدم استيعابها لحاجياتنا، وثانيها الأشياء التي صارت قديمة جداً، تليها الحاجيات التي لم نستخدمها منذ عام أو أكثر.

ولكن في حال وجود صعوبة في التخلي عن الأشياء، فإن أفضل معيار لتحديد ما يجب الاحتفاظ به وما يجب رميه، هو تحديد ما إذا كان الاحتفاظ به يجعلنا سعداء من خلال سؤال: هل يشعرني هذا بالفرح؟

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

وإذا ما اكتشفنا أنه قام بدوره، ولم يعد له ضرورة في حياتنا، فلنقل له شكراً ولنرمِه، حينها سوف نشعر بقيمة الأشياء التي نملكها، ولنتذكر أن التخلص من فائض الأغراض، يجعلنا أكثر هدوءاً وقدرة على التحاور مع الذات، واكتشاف طاقاتنا، كما تتحسن علاقاتنا بالآخرين، يتبع ذلك الترتيب والتنظيم، ثم لنستمتع بحياتنا أكثر في منتهى النشاط والحيوية.