د. عبدالله الكمالي

إن نعمة وجود الوالدين على قيد الحياة نعمة عظيمة لا يعرف قدرها إلا من فقدها، بل أذكر أني سمعت امرأة تقول بعد وفاة أمها إنها فقدت باباً عظيماً من أبواب الجنة، فعلينا أن نحرص على برهما غاية الحرص، فبعض كبار السن ـ كما يقول العوام ـ: (ضيوف عندنا)، فالسعيد من سارع إلى نيل الحسنات والأجر.

ونحن في حاجة إلى الوالدين بكل مراحل حياتنا، ويجتاحنا حنين عظيم إلى مشاعرهم الدافئة والصادقة، ولو كان بعض الآباء أو الأمهات عندهم شيء من الجفاء في التعامل أو الغضب أو سوء المزاج والطبع فعلينا أن نصبر على ذلك، فالبر يرجع على الإنسان في نفسه وعقبه وذريته وكذلك العقوق والعياذ بالله.

ومن جميل البر أني رأيت رجلاً كبيراً أعرفه شخصياً يقوم بتدليك رجلي والده المسن رغبة منه في خدمة والده وبره، وسمعت عن رجل توفي والده وترك شيئاً من المال فقام هذا الابن البار بالتنازل عن نصيبه من الميراث بشرط أن يسمح له إخوانه بأن تسكن أمه عنده، كما أعرف أيضاً من يطيب خاطر والده بالهدايا الفاخرة والغالية رغم أن والده قد تجاوز من العمر تسعين سنة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

إن قصص الشباب في بر الوالدين تظهر جليّاً أن المجتمع فيه خير عظيم، والقصص الشاذة في عقوق الوالدين إنما هي قصص فردية يلاحقها المجتمع كله بالذم والنقد وعدم التقبل، ومن فقد دفء مشاعر الوالدين بموتهما أو موت أحدهما فعليه أن يكثر من الدعاء لهما وليكثر من قول الله تعالى: (رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).