سارة المرزوقي

ينصرف الخبراء إلى ابتكار وسائل تعين المؤسسات على تحقيق أهدافها، ومواجهة المعوقات في إدارة مواردها المالية والبشرية، ومن بين تلك الوسائل المبتكرة، لعبة المكعبات «ليغو» LEGO Serious Play، فقد أثبتت الدراسات أن مجالها يتجاوز عالم الأطفال، حيث يمكن للبالغين الانتفاع من القيمة الخفية في هذه المكعبات، إذا ما تم تخصيص وقتٍ للعب في المؤسسات والهيئات.

قد يبدو من المستهجن للبعض دمج كلمتي «لعب» و«عمل» في عبارة واحدة، لكن الحقيقة التي أثبتتها الدراسات، أنه يمكن إنجاز كثير من الأعمال من خلال اللعب، ومن خلال الليغو تحديداً، إذ إن تخصيص ساعة أثناء العمل أو قبله سيكون نافعاً جداً، إذا ما انقسم الموظفون فيها إلى مجموعات والانغماس في عمليات بنائية مجازية لمشاريعهم باستخدام المكعبات.

ومن المتوقع أن تعترض هذه العمليات بعض المعوقات والتحديات، التي سيجد النقاش طريقه إليها بكل أريحية، ذلك أن هذه الطريقة المتمثلة في بناء المكعبات وهدمها، ثم إعادة بنائها، تشكّل متنفساً للعقل لطرح كافة الخيارات عبر «اللعب» في نطاق مهني، لكنه بعيد عن جمود البيروقراطية التي لا يمكنها ـ لحسن الحظ ـ اختراق منطقة الألعاب!. والمحصلة، كما أثبتتها الأبحاث، تكمن في تحفيز العقل على التخيّل والتفكير خارج الصندوق، وتحسين آليات التواصل بين الموظفين ذوي القدرات المختلفة، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الإبداع عبر التعلم من خلال اللعب.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

إن هذه الطرق التي تستند إلى نظريات التلعيب، والتعليم الترفيهي، والنظريات البنائية، والبنائية الاجتماعية، يمكن أن تسهم في تطوير البيئة المؤسسية الداخلية، بعيداً عن فرض قانونٍ ما دون إدراك روح القانون، وبالتالي، فإن إدراج وسائل مبتكرة قد يساعد على كسر هذا الجمود.