الرؤية

في الأيام الأخيرة، اتضح التنسيق غير المسبوق بين شبكات التواصل الاجتماعي على منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مخاطبة الشعب الأمريكي، والسؤال هنا: كيف لشركة مثل تويتر أن تمنع خدماتها عن رئيس دولة؟ واضح أن تلك هي البداية، وغداً سوف يستهدفون المشاهير أيضاً.

يبدو أن حرية التعبير لم يعد لها أي اعتبار أو قيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، فالشركات والمشاهير يستثمرون المليارات في إعلانات على تلك المنصات، إلا أنه لا جدوى منها في المستقبل، ومع هذا فهناك من خالفوا القوانين، لكن لم يتم منعهم، فمثلاً نانسي بيلوسي اتهمت دونالد ترامب بسرقة الانتخابات في يناير 2016، والمرشد الإيراني علي خامنئي يهدد الولايات المتحدة علناً في حسابه، ومنظمة الصحة العالمية صرحت بأن كورونا لا ينتقل بين البشر في يناير 2019، والقائمة تطول.

لذلك أدعو الشخصيات التقنية إلى إنشاء منصات وشبكات مواقع اجتماعية خاصة جديدة، تلافياً لتحكم تلك المنصات فينا وفي حساباتنا، وفرض أجنداتها علينا، كما أن أي تطبيق أو موقع له «خدمات سحابية»، عليه أن يتعظ من الاستهداف الذي حصل لتطبيق بار Parler، فقد تم حذف التطبيق من سوق Apple وسوق Google Play، كما تم تجميد خدماته السحابية بدون أي محاكمة أو أمر من جهة أمنية، وهذا مؤشر خطير جداً لكل من يستثمر في إنشاء تطبيقات ذكية على هذه المنصات، ففي أي وقت سيتحالف منافسك مع عمالقة التقنية لتصبح حساباتك وتطبيقاتك في مهب الريح بضغطة زر.

أخبار ذات صلة

مقاومة التشتت الجغرافي-الاقتصادي.. كيف يحدث؟
فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!

إن الموضوع أكبر بكثير مما نتخيَّل، وإذا لم نحتَط اليوم ونتعلم مما نشاهده في الأخبار، فسوف تكون حساباتنا وتطبيقاتنا ضحية لعمالقة التقنية، لذا فإن هناك ضرورة لتأسيس بنية تحتية تقنية مستقلة، وهنا أدعو الحكومات إلى مساعدتنا في استقلالية البنية التحتية للإنترنت.