فاطمة المزروعي

يقال إن الأفكار ملقاة على الطريق وإن النجاح هو حليف من يلتقطها، أما بالنسبة لي فلا أعتقد أن هناك أفكاراً ملقاة على الطريق ولا هي موضوعة على الرف، بل الفكرة هي التي تخرج للنور وفي ظني أنها تراكمات من التميز والعلم والعمل، الذي نحتاجه بحق هو أن نكون قد دربنا عقولنا على إنتاج الأفكار وعلى كيفية تحويلها لواقع، ولنتذكر أن أنجح المشاريع الإنسانية التي انطلقت وكان لها أثر على البشرية بأسرها لم تبدأ من فكرتها وحسب بل وجدت عقولاً تطورها وتحولها من الخيال إلى الواقع.

العقل لن ينتج الأفكار إلا إذا علم أنك تقدرها وتحتفي بها وتعمل على تنفيذها. فلو أمعنا النظر جيداً في كثير من المخترعات والمبتكرات الإنسانية لوجدنا أنها بدأت كفكرة بل كان البعض يعتبرها فكرة جنونية غير قابلة للتصديق فكيف بتطبيقها لتكون واقع، في عصرنا الحاضر لعل قصة الشاب الصيني، جاك ما، خير مثال فهو كان معلماً مغموراً للغة الانجليزية في الصين، جاءته فكرة لتأسيس موقع على شبكة الإنترنت، يقوم بعملية – الوسيط – في البيع لا أكثر ولا أقل، هذه الفكرة تبادرت لذهنه وهو يشاهد النمو المتزايد في المصانع الصينية، والاهتمام بالصناعة الصينية في العالم كافة، وسرعان ما حولها إلى مشروع على أرض الواقع في عام 1999م، فأسس موقع أسماه علي بابا للتجارة الإلكترونية، ولم يتوقف عن التفكير والتطوير حيث أسس في عام 2003 موقعاً شقيقاً لموقعه السابق أسماه، البحث عن الكنز، وقد نجح منذ ذلك الحين وحتى اليوم في منافسة موقع أمازون الشهير، بل إن بعض الخبراء يقولون إنه أطاح به تماماً، حيث يعرض موقع البحث عن الكنز يومياً نحو 800 مليون قطعة للبيع و500 مليون مستخدم، ليس هذا وحسب بل إن الأرقام تقول إن 10 ملايين من 16 مليون شحنة تصدر من الصين يومياً هي صفقات تمت عبر موقع علي بابا. وتقدر قيمة هذه المجموعة التجارية التي ستطرح أسهمها في الأسواق قريباً بمبلغ يراوح بين 60 و100 مليار دولار. والذي أريد أن أصل له هو دعوة بأن نطلق لعقولنا حرية التفكير بل ندربها على إنتاج الأفكار، ونعود أنفسنا على أن نكون عمليين ومنتجين، وأن لا نركن لرتم الحياة ونرضى بها دون تطوير وإنتاج وابتكار، لنسعى ونجعل عقولنا شعلة متقدة من الحماس والتميز، ومؤكد أننا سنجد فكرة ملهمة تحلق بنا عالياً.

أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة