سحر الزارعي

كم هي ثمينة تلك اللحظة التي نشعر فيها أن شخصيتنا بدأت تتخذ شكلاً معيناً، وبات لنا صفاتٌ محدّدة! كل شخصٍ فينا يحتفظ في ذاكرته بالتأكيد بتلك اللحظات التي قال فيها لنفسه أو لغيره «أنا عصبي» أو «لديّ ذاكرة ضعيفة» أو «أنا أكره الرياضيات» أو «أشعر بقدرة غير مفهومة على الرسم بدقة وسرعة» أو غيرها من الصفات والمواهب والملاحظات. لكن المعضلة في أن تتحوّل هذه الفكرة لسجنٍ كبير قد يؤذينا!

عندما تكره الرياضيات لا تسمح لشعورك أن يتمدّد مع الوقت كيلا يؤثر سلباً على جميع الأرقام التي يجب أن تتعامل معها في حياتك! لست مضطراً لتصبح عالماً رياضياً لكن خذ منها ما يلزمك بهدوءٍ ورويّة دون اكتراث لكراهيتك للمادة وكأن ذلك حقيقة علمية! لا إنه مجرّد شعور له سببٌ معيّن وفي الغالب المدرّس أو المدرّسة لمادة الرياضيات.. أليس كذلك؟

استسلامك لفكرة أنك سريع الغضب مؤذٍ لك اجتماعياً وأُسرياً وعاطفياً ومهنياً وربما أكثر، لا تعتبر هذه الصفة من المُسلّمات بل هي بالتأكيد من المتغيّرات التي يمكنك التحكّم بها بالتدريج كيلا تسمح لها بتدمير حياتك. أنت مسؤول عن تعديل تلك الصفة، وليس من حولك مضطرون لتحمّلها لأنك استسلمت لها وكأنها حدثٌ كونيّ لا يمكن لبشر أن يؤثّر فيه!

حتى لو لاحظتَ أنك بارعٌ في الرسم، استمر في تطوير مهارتك بالتأكيد، لكن لا تسجن نفسك في مرسمك طوال عمرك! فقد يكون لديك مهارات أكبر وأهم ومن خلالها يمكنك خدمة نفسك وعائلتك ومجتمعك ووطنك وصناعة مستقبلك أكثر من كونك مجرّد رسّامٍ ناجح! ربما تصبح من أهم الرسّامين في العالم والمهندسين أيضاً أو المبرمجين أو الرياضيين!

عقولنا وأفكارنا وقدراتنا مُصمّمة بطريقةٍ رائعة جداً يمكنها إجادة العديد من الأمور معاً والنبوغ فيها وابتداع الجديد والفريد فيها! لا حدود لما يمكن للعقل أن يفعله! فلا تسجن نفسك في فكرةٍ واحدة.

أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة