منورة عجيز

النار والعطر رفيقا انتاجها

ترى الفنانة والرسامة الإماراتية أمل المقبالي، البالغة من العمر 25 عاماً، أن الفن وسيلة للتعبير عن المشاعر الدفينة، كما أنها تعد أداة لمعرفة ما إذا كان الأطفال يمرون بمشكلة اجتماعية أو نفسية ما، وبه يمكن مساعدتهم على تجاوز أزماتهم.

وتخرجت الفنانة الشابة من جامعة الإمارات بعد أن تخصصت في التربية الفنية، فيما تبدع في رسم البورتريه والفن التجريدي.

ويمتاز أسلوبها الفني باستخدام تقنية «السترو» (مصاصات العصائر) للنفخ ودمج الألوان، وكذلك تنشر العطور على لوحاتها لمنحها جمالاً إضافياً، خاصة أن العطور تحتوي على الكحول، فضلاً عن تمرير النار المشتعلة على لوحاتها بألوان الأكريليك لمنحها تأثيراً مميزاً قبل جفافها، وكأنها والعطر رفيقان لإعمالها.

وصرحت أمل المقبالي لـ«الرؤية» «درست التربية الفنية لقناعتي بأن الفن وسيلة تساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، كما يعد أداة للتواصل معهم أيضاً».

وتابعت الرسامة الشابة «من خلال رسم الطفل نستطيع معرفة ما إذا كان يمر بمشكلة ويجب حلها، وذلك ما أسعى إليه عندما أعمل كمدرسة، وحالياً أبحث عن عمل في المجال الفني التدريسي».

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

وذكرت «إن شغفي بالفن بدأ منذ الطفولة، إذ بدأت علاقتي بالفن من الفصول الدراسية للتربية الفنية بالمدرسة الابتدائية، وتعلقت كثيراً بمعلمة المادة والتي كانت تحرص على تحفيزي لأنمي موهبتي الفنية».

وأردفت «إن اهتمامي بالفن في صغري كان مجرد هواية إلى أن التحقت بالجامعة، ولكنني قبل التخصص في مجال التربية الفنية انضممت إلى تخصص الهندسة، ولكنني لم أجد نفسي وشغفي فيه، ومن ثم بدأت أطور من نفسي ومهاراتي في المجال وبدأت المشاركة في المعارض الفنية بالجامعة».

ونوهت أمل المقبالي أن أعمالها الفنية تنوعت بين رسم الوجوه والفن التجريدي الذي تعمقت فيه، إذ يعتمد على إحساس الفنان وذوقه في اختيار الألوان.

وأردفت «دمجت في بعض لوحاتي بين رسم الوجوه والفن التجريدي، أما عن الأدوات الفنية التي أستخدمها هي لوحات القماش، الرصاص وألوان الأكريليك وفي الفترة الأخيرة دخلت إلى عالم الألوان الزيتية».

وحول ما يميزها عن الفنانين الآخرين، قالت «إن أسلوبي في الرسم يتميز عن المبدعين في المجالات الفنية، إذ يتمتع كل فنان بأسلوبه الخاص الذي يعبر عنه هو فقط ويعتبر بصمته الخاصة».

وذكرت أمل المقبالي «شاركت في العديد من المعارض الفنية داخل جامعة الإمارات منها معرض كلية الفنون الأول ومعرض عام زايد وغيرها الكثير، أما عن أبرز المعارض التي شاركت فيها خارج الجامعة، معرض «هويتي»، كما عرضت لوحاتي في كافيه «لاتيه بلس» في العين.

وتطمح الفنانة الشابة إلى تنظيم معرض فني خاص تحت اسمها ولمشروعها الخاص لبيع الأعمال الفنية، علماً أنها أنشأت حساباً على إنستغرام لعرض أعمالها الفنية "@hope.art.ae".

وترى أن وسائل التواصل الاجتماعي مهمة جداً في حياة كل فنان، إذ يستطيع مشاركة إبداعاته مع العالم باستخدامها.

ومن بين التحديات التي واجهتها، ذكرت «إن النظرة السلبية إلى تخصص التربية الفنية التي كانت تحيط بي من المجتمع والأسرة بعد أن كنت أدرس الهندسة، شكل لي أكبر تحدٍّ، ولكن مع اجتهادي الكبير في المجال، وإبداعي الفني، ونجاحي وتفوقي الدراسي، تغيرت تلك النظرة تدريجياً».

وتابعت «إنني أواجه حالياً تحدياً جديداً وهو الحصول على وظيفة في مجالي الفني، إذ أعاني من الوصول إلى فرصة جيدة بسبب جائحة فيروس كوفيد-19، لكن الأزمة الصحية لم تمنعني من تحقيق أحلامي، ومنها المشاركة في معرض فني خلال العام الماضي، وسأشارك في أي فرصة تتسنى لي بالمستقبل القريب».

ودعت الفنانين المبدعين إلى عدم الاستماع إلى حديث وكلام المحبطين، وفي المقابل، يعتبرون النقد حافزاً لهم للاجتهاد وتحقيق الأحلام، وبذلك سيتغير آراء أفراد المجتمع ليفخروا بالفن والفنانين.