د.عبد الله الجسمي

شهدت منطقة الخليج العربي خلال العقدين الأخيرين ازدهاراً في حركة الترجمة في معظم دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن كانت الكويت تعمل تقريباً لوحدها منذ سبعينات القرن الماضي، فقد تزايد عدد المؤسسات والجوائز التي تدعم الترجمة وأصبحت جزءاً من الواقع الثقافي الخليجي.

‏وتعدد المؤسسات يتطلب التنسيق فيما بينها، والعمل وفق خطة واضحة المعالم، ومرتبطة بالأهداف والتوجهات الثقافية الخليجية والعربية، فالترجمة يجب أن تلبي حاجات مرتبطة بعملية التنمية والتحديث الثقافي، بحيث تراعى فيها تخصصات وإبداعات وقيم فكرية وثقافية معينة ‏تعمل على نشر الوعي الثقافي الرصين، والتعرف على أحدث التطورات العلمية والثقافية والفكرية، وتجعل المنطقة جزءاً من العالم المعاصر.

وقد علَّمنا التاريخ أن وجود حركة للترجمة في أي مكان، لا بد أن ينتج عنها تطور ثقافي وعلمي حضاري، فحركة الترجمة ‏للعلم والفكر اليوناني أسهمت في نهوض الحضارة العربية الإسلامية، وحركة الترجمة العربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين نتج عنها النهوض الثقافي العربي، الذي امتد لقرابة قرن من الزمان.

أخبار ذات صلة

ما بعد كورونا.. وأزمة الطّاقة
لماذا ترجمة جديدة للطاعون؟

ولتحقيق الاستفادة المثلى من المادة المترجمة يجب ربط الثقافة بالتعليم والعمل من خلاله على تشجيع القراءة‏ والاطلاع، والتفكير العقلاني المنفتح وغرس قيم التعايش واحترام الآخر، وفتح قنوات مختلفة للحوار والنقاش حول الموضوعات المترجمة وتناولها بطريقة تحليلية نقدية، وتسكين ما يتأقلم من أفكارها في المجتمع، والعمل على إيجاد حركة ثقافية محلية مستقلة، تطوِّر جذورها الثقافية بما يتماشى مع ما يجري في العالم من تطورات.