عبدالغني الشامي

من بين أنقاض مرسم «أتيله غزة» التابع لجمعية الشبان المسيحية بغزة، تمكن عشرات الفنانين والفنانات الفلسطينيين من انتشال بعض لوحاتهم التي كانوا يحضرونها لمعرض خلال عيد الفطر السابق ولوحات رسمت خلال الحرب وبعدها كي تتحول إلى معرض بعنوان: «سنعيد رسمها».

تضرر مرسم «أتيله غزة». (الرؤية)


هذه اللوحات التي استُخرجت من مرسم «أتيليه غزة» وغيرها من اللوحات التي رسمها الفنانون خلال الأحداث الأخيرة في غزة، وبعدها شكلت معرضاً للفن التشكيلي أقيم في ساحة جمعية الشبان المسيحية ليعبر عن حجم الألم الذي عاشته غزة الأمل في نفوس فنانيها لعيدوا رسمها بهذا الأمل.

دالية عبدالرحمن منسقة معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


الفنانة دالية عبدالرحمن منسقة المعرض شرحت لـ«الرؤية» كيف تم التحضير لهذا المعرض، وكيف تحول من معرض للحياة إلى معرض لإعادة رسم غزة بعد تضرر المعرض الذي كانت فيه اللوحات جراء قصف مبنى بجانبه.

وقالت: «هذا المعرض (سنعيد رسمها) هو مجموعة من اللوحات نعبر فيها عن وجها نظرنا نحن كفنانين».

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


إحدى لوحات معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


وأضافت: «كنا نحضر لمعرض فني بعنوان (غزة الحياة) قبل العيد ولكن بعد العيد فوجئنا بعدما جئنا إلى المرسم أنه تضرر بشكل كامل بسبب قصف مبنى قريب منه، حيث تسبب ذلك بتلف معظم اللوحات التي كنا نحضرها لمعرض غزة الحياة».

وقالت: «نحن كفنانين يجب أن يكون لنا دور بريشتنا الفنية، وذلك من خلال هذا المعرض الذي يجمع فنانين غزة الذين رسموا أثناء الحرب وقبلها وبعدها كشيء تفريغي للفنانين بنفس الوقت، كل فنان يعبر عما يجول بداخله».

إحدى لوحات معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


وعن اختيار اسم المعرض «سنعيد رسمها» قالت عبدالرحمن «سنعيد رسم غزة من جديد بألوانها الجميل وبريشتنا وبلوحاتنا الفنية ومعارضنا، فالحياة في غزة لن تتوقف».

إحدى لوحات معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


وأوضحت أن المعرض يضم بين جنباته 35 عملاً فنياً لـ33 فناناً وفنانة من جميع أنحاء قطاع غزة.

إيمان الأشهب أمام لوحتها «عازفة العود». (الرؤية)


وتمكنت الفنانة إيمان علي الأشهب من استخراج لوحتها «عازفة العود» من بين أنقاض مرسم «أتيله غزة» دون أن تتضرر لتشارك بها.

إحدى لوحات معرض «سنعيد رسمها» (الرؤية)


وقالت الأشهب لـ«الرؤية»: «قررت المشاركة بهذه اللوحة كرسالة أنه حتى لو دُمر المرسم فأنفسنا لن تتدمر، وسنظل نرسم ونوصل رسالتنا لكل العالم، لأن الريشة هي سلاح الفنان ورسالته للعالم ورسالة توصل كل قضايانا بطريقة ثقافة واضحة».

إحدى لوحات معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


وشرحت الأشهب لوحة حاملة العود بالقول إنها «فتاة فلسطينية تعبر عن أننا رغم المآسي التي تمر بها المرأة الفلسطينية، فإنها تعزف على وتر الألم وتعزف على لحن الأمل للحياة والتفاؤل».

إحدى لوحات معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


وأضافت: «اخترت في ألوان المدرسة التأثيرية في هذه اللوحة لوضع لمسات لونية تعبر عن الحياة رغم أن خلفية هذه اللوحة رمادية، ولكن هي الألوان والحياة».

إحدى لوحات معرض «سنعيد رسمها» (الرؤية)


وتابعت: «العود رسالة وأداة من أدوات المقاومة السلمية التي توصل رسالتنا للعالم ومن خلاله قضيتنا تصل لكل الناس».

لميس الشريف بجانب لوحتها «الوقت» خلال معرض «سنعيد رسمها» (الرؤية)


أما الفنانة لميس الشريف فقد رسمت لوحة بعنوان: «الوقت»، لتعبر عن مدى التعب الذي عاشه سكان غزة.

من معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


وأشارت الشريف في حدثها لـ«الرؤية» إلى أن لوحة الوقت تظهر جسم الإنسان ليس متزناً، ويدل على أن الإنسان متعب جسدياً ونفسياً والحرب كانت تعباً.

من معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


وتضع الشريف في زاوية اللوحة صورة للساعة، قائلة «هذا يدلل على الوقت لأنه كان صعباً علينا، لأن كل دقيقة كانت لنا بآلاف الساعات لأنها كانت صعبة علينا».

من معرض «سنعيد رسمها». (الرؤية)


وأضافت الشريف «اخترت الألوان النارية لهذه اللوحة لأنها تدلل على كم كان الوضع متعباً ومرهقاً للإنسان».