نادية مبروك

بفناء مليء بقطع الخردة المختلفة يحاول الفنان المصري إبراهيم صلاح (28 عاماً) تحقيق حلمه بتنفيذ أول متحف مصري للمنحوتات العملاقة المستوحاة من الحضارة الفرعونية، تكون جميعها من خامة الخردة.



آلة لحام كهربائية رفيق إبراهيم في عمله. (تصوير: الرؤية)


ويقول إبراهيم صلاح لـ«الرؤية» أعمل في النحت منذ فترة طويلة وكانت بدايتي مع الجداريات البارزة المستوحاة من الطبيعة، ولكن مع الوقت ولقلة العمل حاولت أن أسلك طريقاً آخر، فبدأت في البحث عن الخامات المختلفة للنحت، فوجدت أنني عملت بكافة الخامات عدا خامة خردة الحديد، وحين بحثت وجدت أن هناك فناً معروفاً في كل دول العالم اسمه «فن الخردة» وأن هناك فناناً مصرياً كبيراً هو الفنان صلاح عبدالكريم أول من عمل في هذا الفن في مصر.



حتحور رمز العلم تنفيذ إبراهيم صلاح. (تصوير: الرؤية)


ويضيف صلاح: في البداية بدأت أصنع مصابيح وغيرها من الخردة، ودشنت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك وبالفعل لاقت رواج، ولكن مع الوقت رغبت في المزيد ففكرت في أن تنفيذ عمل ضخم من الخردة، وبالفعل نفذت قط المصريين القدماء وهو منحوتة من الخردة وصل وزنها لنصف طن من التروس الخردة، ووصل ارتفاعه إلى 6 أمتار، وحين نشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي كانت ردود الفعل مبشرة، وتلقيت الكثير من الاتصالات لراغبين في مشاهدته على الطبيعة، بالإضافة إلى طلاب من كلية الفنون الجميلة الذين يرغبون في دراسته من قرب.

إبراهيم أثناء عمله. (تصوير: الرؤية)


تمثال القط.. نقطة التحول

رد الفعل على تمثال القط كان نقطة تحول صلاح الذي رغب في التعمق أكثر في صناعة التماثيل العملاقة من الحضارة المصرية القديمة، لينفذ ثاني أعماله وهو جدارية لكليوباترا من سلاسل الدراجات والملاعق القديمة، وهو ما زاد من إقبال الجمهور عليه، خاصة أن تنفيذ جدارية بارزة بهذه الحجم كان مثيراً للكثيرين من الجمهور، ليقوم بعدها بتنفيذ تمثال «حورس» وهو منحوتة من قطع الصاج، جمعها إبراهيم من بواقي الورش التي تعمل بخامة الصاج، ليصل وزنه إلى 550 كلغ، ونفذه في 40 يوماً فقط، ولاقى استحسان الجمهور حين عرضه في مدينة شرم الشيخ السياحية.



منحوتة مصغرة لسخمت تنفيذ إبراهيم صلاح


ويقول صلاح إن أحد أهداف عمله هو رفع الوعي البيئي بالتعامل مع المخلفات الصلبة بتحويلها إلى عمل جمالي صديق للبيئة.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا



نموذج مصغر لحورس من أعمال إبراهيم


ويضيف إبراهيم حصلت على مستوى تعليمي متوسط، ولكني حاولت أن أصقل موهبة النحت لدي بالدراسة فقمت بالالتحاق بالدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة لمدة 3 شهور، ولم أستكمل دراستي بسبب الظروف المادية، لكني أحرص على القراءة فيما يتعلق بمجال النحت، وحين بدأت العمل في مشروع المنحوتات العملاقة بدأت في القراءة حول كل شخصية أقوم بنحتها لأعرف كل التفاصيل عنها، وعن رمزيتها في الحضارة المصرية.

جدارية كليوباترا من السلاسل والملاعق. (تصوير: الرؤية)


وحول مراحل عمله يقول إبراهيم «في البداية أقوم بتحديد الشخصية ورسمها بدقة لمراعاة النسبة وأبعاد التشريح، ثم أقوم بعمل مصغر لها، بعدها أقوم بعمل (الشاسيه) أو الأساس للعمل، ثم يأتي الجزء الأصعب في تحديد الخامة التي سأعمل بها، ففي القط اخترت خامة التروس والأشكال الدائرية، وفي تمثال حورس حددت خامة الصاج، وتكمن صعوبة تحديد الخامة في إمكانية توفيرها بكمية كافية لإنهاء العمل، مشيراً إلى أن العمل يدوياً بالأمل ولا يستخدم أي آلات سوى آلة لحام كهربائية فقط.

ويحلم إبراهيم بعمل متحف ضخم على أرض مصرية تضم منحوتات عملاقة للحضارة المصرية مدعوم من الدولة، مشيراً إلى أن هذا المتحف سيكون له دور في تنشيط السياحة المصرية.