أنور الفرجاني

تعتبر فرقة مالوف تونس المتخصصة في الموسيقى التونسية التقليدية (ذات الجذور الأندلسية) من أبرز التجارب الثقافية اللافتة للنظر في العاصمة الفرنسية باريس التي يقف وراءها الفنان التونسي المقيم في باريس منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي أحمد رضا عباس (62 عاماً) الذي تحدّث لـ«الرؤية» عن هذه التجربة ذات الخصوصية.

أحمد رضا عباس


قال عبّاس إنه كان شغوفاً بالموسيقى منذ طفولته، ومرحلة الدراسة الثانوية وخاصة الموسيقى التقليدية التونسية وعندما وصل إلى باريس منتصف السبعينيات خاض تجارب مع مجموعات تونسية ذات نفس يساري مناضل آنذاك، لكن تفكيره كان دائماً متعلقاً بالمألوف والموسيقى التقليدية التونسية.

بدأت هذه التجربة –حسب ما قاله عباس لـ«الرؤية»- في عام 2009 بلقاءات غير مؤطرة بين مجموعة من الأصدقاء الشغوفين بالموسيقى، وتم تأسيس جمعية أهلية حسب القانون الفرنسي في عام 2012. وكان أول عرض تقدّمه الفرقة في معهد العالم العربي بباريس بطلب من المعهد في مارس من عام 2014.



ويقول أحمد إن الفرقة وجدت الدعم في البداية من المعهد لتنظيم عرض سنوي لكن منذ 2016 وبسبب الظروف المالية للمعهد توقف هذا الدعم، وأصبحت الجمعية تتكفّل بمصاريف تأجير قاعة العرض، ومصاريف الدعاية، وتنظّم عروضها في المعهد لكن على حسابها الخاص.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


وعن موارد الفرقة قال عبّاس إنهم لا يتلقون أي دعم من أي جهة تونسية أو عربية أو فرنسية حيث "قدّمنا ثلاثة عروض في الحي العالمي للفنون في باريس ووجدنا إقبالاً من الجمهور المتعطش لهذا اللون من الموسيقى ونقدّم إلى جانب العروض دروساً تطبيقية ونظرية بمعدل سبع ساعات أسبوعياً في الحي العالمي للفنون وهي دروس مجانية يقبل عليها حتى من يجهلون اللغة العربية".

مالوف تونس في معهد العالم العربي بباريس


واعتبر عباس أن هناك تقصيراً كبيراً من المؤسسات العربية في دعم النشاط الثقافي في فرنسا ولولا مساهمات أعضاء الفرقة لتوقفت التجربة في غياب أي دعم مالي، مشيراً إلى أن فرقته تقوم بدور مهم في حفظ الذاكرة الثقافية والموسيقية لأبناء المهاجرين والحفاظ على الحضور الثقافي العربي في باريس وأوروبا بشكل عام.

وفي غياب العروض بسبب جائحة كوفيد-19 أصدرت الفرقة أربع أسطوانات من الموسيقى التقليدية ذات الجذور الأندلسية.