صالح البيضاني

من يزر إمارة دبي يدرك أن هذه المدينة المخططة بعناية فائقة باتت مدينة كونية تعكس حالة متقدمة من التعايش الإنساني والمذهبي والديني وتضم بين جنباتها أكثر من 200 جنسية، هي مجمل الدول على هذا الكوكب الأزرق.

وقد جاءت فعالية إكسبو 2020 لتجسد ذروة هذا التجانس البشري الذي يتبلور اليوم في هذه الفعالية التي يستضيفها «كوكب الإمارات»، وليس في الوصف أي مبالغة كما يعتقد البعض، فمن يعشق السفر ويجول بلدان العالم شرقاً وغرباً، سيدرك لا ريب أن دولة الإمارات عموماً، ومدينة دبي على وجه الخصوص، بما وصلت إليه من تقدم تقني وعمراني وثقافي، أصبحت بالفعل كوكباً يضم مختلف أجناس العالم وأطيافه العرقية والثقافية.

وفي حقيقة الأمر، يحق لنا- العرب- وللبشرية أن تفخر بالنموذج الذي تقدمه الإمارات وبعض دول الخليج التي استطاعت أن تحقق معجزات ماثلة للعيان، وأن تحول الصحارى إلى واحات من العمران والتقدم والازدهار على كافة الأصعدة والمستويات، وبشكل أذهل العالم وأثار إعجاب المنصفين والمحبين وأوغل قلوب الحاقدين والفاشلين في ذات الوقت.

والمميز في كوكب الإمارات الذي يحتضن في هذه الأيام إكسبو 2020 كأكبر فعالية من هذا النوع في العالم، وأهم نسخة من فعاليات إكسبو السابقة، أن هذا الكوكب العربي الذي نفخر بها، جمع بين اهتمامه بالإنسان والمادة وفتح أبوابه، ليتحول إلى وجهة إنسانية وبشرية لكل محبي الثقافة وعاشقي الأمن والتعايش، وكذلك المتطلعون للاستفادة من مساحة واسعة من الفرص الاقتصادية والتجارية.

والمميز في كل ما ذكرناه آنفاً أن كل عناصر القوة تلك التي تتوفر على سطح كوكب الإمارات، لا تتوفر في كوكب آخر بما في ذلك «المريخ» الذي استطاعت دولة الإمارات بفضل تطلعاتها التي لا تحدها حدود، أن تصل إليه جنباً إلى جنب مع دول كبرى متقدمة، وهذا مبعث فخر آخر يجب أن يتباهى به كل عربي لا يحمل في قلبه ذرة من آفة الغل الأيديولوجي الذي يكره الجمال والتعايش ويحقد على كل إنجاز إنساني، ويسعى لمقاربة النماذج الناجحة بتلك الفاشلة والأكثر فشلاً التي ساهم المس الأيديولوجي والصراع الديني والمذهبي والسياسي في تحويلها إلى ركام.


أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة