عبدالغني الشامي

بحب وشغف يوازي سنوات عمره التي تجاوزت الثمانين، يحتضن حامد الهنداوي -أقدم مصور فوتوغرافي في قطاع غزة- كاميرته التي اشتراها من تحويشة أيام وكد وتعب للحصول على 60 قرشاً مصرياً لاقتنائها.



المصور حامد الهنداوي يعرض كاميرته القديمة. (الرؤية)


ويروي الهنداوي لـ«الرؤية» حكايته مع معشوقته السمراء التي رافقته طوال 6 عقود من الزمن التقط بها آلاف الصور في كل المراحل والبلدان التي تنقل فيها.

المصور حامد الهنداوي يعرض صور التقطها قبل عشرات السنوات (الرؤية)


كان الهنداوي فتى صغيراً لا يتجاوز الـ15 عاماً حينما استهوته مهنة التصوير الفوتوغرافي، إلا أن ضيق الحال الذي كانت تعاني منه الأسر الفلسطينية في ذلك الوقت كان المانع الأساسي لأن يمتلك كاميرا يرضي بها شغفه.

المصور حامد الهنداوي يعرض كاميرته القديمة (الرؤية)


وعند بداية الحديث معه عن كاميراته التي رافقته سنوات عمره نظر إليها نظرة حنان وكأنها قطة من قلبه أو أحد أبنائه، فهي رفيقة دربه في حله وترحاله ليس في غزة فقط بل جالت معه عدداً من الدول العربية، حيث التقط العديد من الوجوه بمختلف الجنسيات، وكانت حاضرة معه في مناسبات كثيرة، كالأفراح التي كان أصحابها يحجزونه لها في ليالي الجمع في غزة.

المصور حامد الهنداوي يعرض كاميرته القديمة (الرؤية)


وبحصوله على كاميرته الأولى وامتلاكه لها شعر الهنداوي أنه امتلك الدنيا، وبدأت معها رحلته الطويلة في عالم التصوير كمصور محترف، حيث بدأ سنوات حياته الأولى متجولاً، قبل أن يسافر إلى عدة دول عربية ليعمل في معامل التصوير.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا



المصور حامد الهنداوي يعرض صور التقطها قبل عشرات السنوات (الرؤية)


يقلب صوره التي يحتفظ بها من 60 عاماً فتلمح عيناه إحداها فيقول: «هذه الصورة في المملكة العربية السعودية سافرت هناك سنة 1959، وعملت مصوراً لدى استوديوهات تصوير في منطقتي الطائف والرياض».

المصور حامد الهنداوي يعرض صور التقطها قبل عشرات السنوات (الرؤية)


وبلسان ثقيل «بسبب جلطة ألمت به من قبل» وكلمات تأبى إلا أن تخرج يستذكر لحظات قضاها بين سعادة الناس أثناء تصويره للأفراح والمناسبات فيقول «كنت أصور حفلات الزفاف القديمة التي كانت في البيوت، ومباريات كرة القدم، والمناظر الطبيعية، حيث كنت أجول قطاع غزة مشيا على الأقدام لتلتقط عدستي كل شيء مبهج ومميز».

المصور حامد الهنداوي يعرض صور التقطها قبل عشرات السنوات (الرؤية)


تراجع عمل الهنداوي فين نهاية عقد ثمانينات القرن الماضي، لكن سرعان ما عاد لهوايته التي يعتبر أن من يريد ممارستها عليه «بالصبر والاحتراف ويكون ذا ذوقٍ فني».

المصور حامد الهنداوي يعرض صور التقطها قبل عشرات السنوات (الرؤية)


الهنداوي الذي امتلك كاميرا للتصوير الفوري، والتي حسنت وضعه المادي وجعلت التصوير مصدر دخله لإعالة أسرته وتعليم أبنائه في الجامعات يستذكر اليوم أيام حياته التي قضاها مع من أحب، ويرويها وكأنها قصة في كتاب ألف ليلة وليلة، قصة أبطالها حقيقيون وأحداثها واقعية، قصته التي بدأت بـ(1.2.3 تشك تشك).