ناهد حمود

يقدم جناح الأردن في إكسبو 2020 دبي رحلة مشوّقة تزخر بالتباينات، إلى بلد تتمازج فيه الحداثة بالتقاليد العريقة، وتتلاقى فيه التقنية المتطورة بالإحساس البشري، ويجمع بين المجتمع الشاب المرن، ومهد الثقافة.



هنا يمكن للزائر الاستمتاع بالتنزه على امتداد مسار متعرج يبلغ طوله 30 متراً، ويمتّع ذائقته بأصوات الأردن وروائحه وسط أعمال فنية شاعرية، تمزج بين العمارة وفن الوسائط.

من وحي مدينة البتراء التاريخية صممت المملكة الأردنية الهاشمية جناحها في إكسبو2020 دبي، حيث تزينت أركان الجناح بمفردات تراثية تنتمي إلى البادية الأردنية ومنها «المهباش» وهو الأداة التي يتم فيها طحن حبوب القهوة الأردنية وهي رمز الضيافة والترحيب بالضيوف، إضافة إلى مقعد تم تطريزه بنقوش من البيئة البدوية الأردنية.



في زاوية المدخل يجري تقديم أنواع من الحلويات الأردنية المعروفة مثل البرازق، الغريبة مع القهوة المرة السوداء، وبعد الانتهاء من واجب الضيافة يجد الزوار أنفسهم في مدخل الجناح حيث ممر «السيق» الخشبي الذي كتبت أمامه عبارات باللغتين العربية والإنجليزية مفادها: كل خطوة داخل السيق، تأخذك في رحلة مع المؤثرات والأصوات.

أخبار ذات صلة

أكثر من 24 مليون زيارة إلى إكسبو 2020 دبي
زوار «إكسبو 2020»: الإمارات مثال يُحتذى في تنظيم الفعاليات الكبرى



ويعتبر السيق وهو ممر صخري، بوابة مدينة البتراء الوردية المنحوتة بالصخر قبل أكثر من 2500 عام، وهو ممر يقود الزوار إلى جناح الأردن ليعيشوا أصالة التجربة بكل حواسهم ويستمتعوا برحلة ليس لها مثيل.

يدخل الزوار في ممر «السيق» الخشبي الذي صمم بنسخة قريبة جداً إلى الشكل الأصلي الموجود في البتراء، ومن ثم يجدون أنفسهم أمام قاعة العرض الرئيسية وهي رحلة من الأرض إلى الفضاء تمتع الأنظار والسمع، تعرف الضيوف على أصالة الأردن وكأنهم هناك.



من الواقع الافتراضي، تأخذ الطاولة التفاعلية الزوار في رحلة حول الأردن وشعبه وعاداته، لينطلقوا عبرها نحو الفضاء مع أول قمر صناعي أردني مصغر عبر رحلة ضوئية تأسر الحواس بعروضها الضوئية وصورها المتحركة داخل أرجاء المملكة، بمرافقة إيقاعات موسيقية تعتمد على قرع الطبول الممزوجة بالتراث الموسيقي الأردني.

خلال رحلة الزوار داخل الجناح لا تفارق أنوفهم رائحة الهيل التي تجسد عبق الأصالة الأردنية. وبالطبع للتكنولوجيا نصيب في الرحلة، حيث سيتعرف الزوار على أسماء مدن المملكة عبر شاشة دائرية ذكية يتم التنقل عبرها لرؤية أسماء المدن وإحصاء السكان وثروات الأردن، ويتعرفون كذلك على عاداته وتقاليده وأشهر الأماكن السياحية.



الوجهة الأخيرة في الرحلة تكون من نصيب السوق التجاري الأردني الذي يحتوي على كل أنواع الهدايا الرمزية من المطرزات، وزيت الزيتون والحلويات التي تشتهر المملكة بصناعتها.

وبالطبع لن تحلو الرحلة من دون وجود تذكار، وهو ما يجده الزوار في حرفة الرسم بالرمال داخل عبوات زجاجية، حيث يرسم حرفيون بالرمل الملون صوراً جميلة من وحي البادية الأردنية، حيث الجمال والخيم «بيوت الشعر» وأشهر الأماكن التاريخية.