منورة عجيز

يرى البعض أن جميع الأسئلة المتعلقة بـ«الهوية» مؤرقة، ولكن الكثير من قصص النجاح تثبت عكس ذلك، إذ إن تساؤلات «الهوية» كانت سبباً في تحفيز الشاب الإماراتي سالم السويدي، لتأسيس دار «سوالف للنشر» المخصصة لتلبية شغف واهتمامات وأحلام الشباب وللإجابة عن تساؤلاتهم.

واستطاعت «سوالف للنشر» أن تطرح أول إصدار أدبي في غضون أقل من 5 أشهر من تأسيسها، ليسلط الضوء على «الهوية»، تحت عنوان «المجلد الشامل للهوية الخليجية.«

وشارك المبدع الشاب سالم السويدي البالغ من العمر 20 عاماً، في وضع فكرة الجزء الأول من المجلد، إلى جانب المساهمة في تأليف وتحرير جانب بارز منه، وذلك بالتعاون مع المبدعة الإماراتية الشابة، مدية التميمي.

ويضم الجزء الأول من المجلد العديد من الصور المعبرة عن «الهوية الخليجية» التي التقطها 16 مصوراً إماراتياً ومقيماً من مختلف الجنسيات والمرجعيات الثقافية، وصاحب تلك الصور قراءات تحليلية ومقالات أعدها المصورون و5 من الأكاديميين في الإمارات.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا



من جهة أخرى، يدرس الشاب الإماراتي سالم السويدي «السياسة» بكلية «كينجز لندن» في بريطانيا، فيما أسس دار سوالف للنشر بهدف إنشاء مجتمع محفز للشباب للكتابة والإبداع من خلال دمج أدوات الثقافة من أدب وفن سوياً، فضلاً عن تعزيز اهتمامه بالقراءة وتأليف الكتب والمقالات التحليلية والتصوير والشعر.

وفي حوار مع «الرؤية»، أفاد الشاب سالم السويدي «أهتم بالأدب العربي والإنجليزي منذ الصغر، ولقيت من أفراد عائلتي وأصدقائي التشجيع والدافع لتحقيق حلمي بتأسيس دار لنشر الكتب، وأردت أن تكون «سوالف للنشر» حاضنة للمبدعين والطموحين، ولتجيب عن التساؤلات الفكرية التي تدور في عقولهم، وخاصة أنني كنت أتسائل كثيراً في طفولتي عن الهوية التي أنتمي إليها، وهل أنا خليجي حقاً أم أنني أتصنع الهوية الخليجية، وذلك لأن والدي ووالدتي من بلدين مختلفين.

وتطرق إلى أن دار سوالف للنشر «مستقلة»، تأسست في يوليو الماضي بالإمارات، فيما تتيح للمبدعين الشباب على مستوى المنطقة العربية فرصة اقتراح أعمالها على الدار من أجل مناقشتها وتطويرها قبل مرحلة النشر.

وأشار إلى أن «المجلد الشامل للهوية الخليجية» يعد أول إنجاز لمبادرة «كبسولات الوقت» التي أطلقتها وتتبناها دار النشر، فيما تهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية تمسك الأجيال الصاعدة والشابة بجذورهم الثقافية والتراثية والتعبير عن هويتهم من دون تصنع، وذلك في ظل الانفتاح الكبير على العالم.

وأكد سالم السويدي أن «سوالف للنشر» تسعى إلى أن تكون الدار الأولى الجاذبة للكتاب والفنانين الناشئين الطموحين عبر الإمارات والمنطقة، وستحرص على تقديم كل ما يؤهلهم لاستكشاف مواهبهم ومهاراتهم الفكرية والأدبية والفنية، وستساعدهم على إيصال صوتهم وإبداعاتهم إلى العالم أجمع.

دار سوالف للنشر


وأضاف السويدي: أطمح من خلال دار سوالف للنشر لغرس شغف القراءة والاهتمام بالأدب مجدداً في نفوس الأجيال الشابة والناشئة، وذلك لابتعادها عن قراءة الكتب والقصص والروايات في السنوات الأخيرة وانسياقها خلف الفضاء الرقمي.

وأردف: إن دورنا في دار سوالف لن يقتصر على نشر المجالات والإصدارات الأدبية الشبابية، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، الرقمية أو الورقية، بل سنحرص على أعداد لقاءات مع الكُتاب والفنانين الشباب لنرصد اهتماماتهم، ولنوجد حلولاً للتحديات التي يواجهها الكُتاب والفنانون والمبدعون.

وتابع سالم السويدي: سنحرص خلال الأعوام المقبلة من خلال الدار الإماراتية الشابة على المشاركة في معارض الكتب المحلية والعالمية، كما سنعمل على تنظيم الأحداث الأدبية والفنية والإبداعية التي تجذب مختلف أطياف المجتمع لنحفزهم على القراءة وشراء الكتب بطرق مبتكرة وخارجة عن المألوف، فضلاً عن استغلال منصات التواصل الاجتماعي، لتسهيل وتعزيز التواصل مع الشباب على مدار الأشهر والأيام.

وأوضح: استطعنا خلال الأشهر الأخيرة أن ننسق مع الجهات المعنية في الدولة لتنظيم معرض فني بمنارة السعديات يجمع أفراد المجتمع، فيما استوحيت فكرة المعرض من إصدارنا الأول الذي يسلط الضوء على مفهوم الهوية الخليجية.

وتأثر سالم السويدي كثيراً بكتابات المؤلف والصحفي الأمريكي إرنست همينغوي الذي عُرف أيضاً بأسلوبه الإبداعي الأدبي واعتمد على الكتابة بالطريقة التبسيطية والمعروفة بـ «minimalist» التي يتم من خلالها تقديم المعلومة والرسالة بعدد قليل من الكلمات وباستخدام الجمل القصيرة والعميقة، لذا يطمح إلى تأليف وإصدار كتب جديدة ثقافية واقتصادية وسياسية بالأسلوب الأدبي ذاته خلال الفترة والسنوات المقبلة.