أحمد الشناوي

تُعد الصناعات الثقافية والإبداعية من المحفزات الرئيسية للنمو والتنوع الاقتصادي والاجتماعي في أبوظبي، كما تعد واحدة من أسرع القطاعات نمواً في العالم، إذ تُدر إيرادات عالمية تقدر بنحو 2.250 مليار دولار سنوياً، وتوفر 30 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن تصل مساهمتها إلى 10% من الناتج الإجمالي العالمي.

وتشير الدراسات إلى أنَّ الصناعات الثقافية والإبداعية تمتاز بمستوى عالٍ من المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة الأوضاع الاقتصادية المتقلّبة، وفي ظل تعافي العالم حالياً من تداعيات جائحة «كوفيد-19»، يمكن للخدمات والمنتجات عالية القيمة لهذا القطاع أن تساهم في تحفيز النمو الاقتصادي الجديد الذي يراعي الاعتبارات البيئية ويرتكز على المعارف والتكنولوجيا الجديدة.



وللاستفادة من هذا النمو، بذلت أبوظبي استثمارات استراتيجية كبيرة لتأسيس صناعات ثقافية وإبداعية مزدهرة، وتتجاوز القيمة الإجمالية للاستثمارات المخطط لها في هذا القطاع 30 مليار درهم إماراتي. وتم خلال السنوات الخمس الأخيرة أيضاً تخصيص 8.5 مليار درهم لدعم القطاع في الإمارة، بما في ذلك المشاريع الرئيسية مثل «المنطقة الإبداعية – ياس»، الوجهة الحاضنة للإعلام والألعاب الإلكترونية في الإمارة، ومنطقة السعديات الثقافية، إضافة إلى مبادرات البنية التحتية غير المادية مثل برنامج التأشيرة الإبداعية.



ويوفر البرنامج فرص عملٍ مستدامة في أبوظبي عبر تمكين أصحاب المواهب الإبداعية من جميع أنحاء العالم من العيش والعمل في دولة الإمارات، الأمر الذي يعزز المشهد الإبداعي في الإمارة، ومن المتوقع تخصيص استثمار إضافي بقيمة 22 مليار درهم للقطاع خلال السنوات الخمس المقبلة، سعياً إلى دعم وتطوير المؤسسات الثقافية وبخاصة المتاحف الجديدة، من ضمنها، جوجنهايم أبوظبي، متحف زايد الوطني، وغيرها من المتاحف كما يشهد قطاع الفنون الأدائية والموسيقى والإعلام والألعاب الإلكترونية في الإمارة المزيد من الاستثمار في مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

اقرأ أيضاً:

10 وسائل لتحفيز الاقتصاد الإبداعي

«الاقتصاد البرتقالي» في السعودية ومصر.. خطط واعدة لنمو مستدام

الاقتصاد الإبداعي.. صناعات تتحدى التغيرات وألاعيب المنافسة والأزمات

37 مليار درهم إيرادات الاقتصاد الإبداعي بدبي

وتجمع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي جميع الصناعات الثقافية والإبداعية تحت مظلة واحدة من خلال إضافة قطاعات جديدة إلى قائمة صلاحياتها مثل الأفلام والتلفزيون، والألعاب والرياضة الإلكترونية، إلى القطاعات الحالية وهي التراث، والحرف اليدوية والتصميم، والنشر، وفنون الأداء، والفنون التشكيلية، بما يضمن تحقيق التآزر بين جميع المجالات الرئيسية الخاصة بهذه الصناعات.

ومع تولي الدائرة الإشراف على الصناعات الإبداعية والثقافية ومواصلة الاستثمار فيها، سيواصل القطاع نموه المتسارع بما يدعم خلق منظومة إبداعية موحدة عبر القطاعين العام والخاص.

تسعى استراتيجية الصناعات الثقافية والإبداعية الشاملة لإمارة أبوظبي، والتي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بالتعاون مع شركائها الرئيسيين، إلى إرساء أفضل الممارسات والحفاظ على السمات المميزة للإمارة. وانطلاقاً من سعيها لإنشاء منظومة ابتكار مستدامة، تعمل الاستراتيجية على تحقيق أهدافها في جميع مجالات القطاع في إطار خمس ركائز أساسية هي: «السياسات والأنظمة، وصقل المواهب والتنمية المهنية، والابتكار والرقمنة، ودعم الأعمال، وجودة الحياة»، وتتضمن الاستراتيجية أكثر من 16 برنامجا استراتيجيا و800 مبادرة، حيث تم إطلاق بعضها مسبقاً، وسيتم تنفيذ الباقي خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتُعنى دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بإدارة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في العاصمة وتطويره باستمرار، حيث نجحت سابقاً في إطلاق مشاريع ثقافية كبرى مثل اللوفر أبوظبي وقصر الحصن؛ كما تعمل على العديد من المشاريع المستقبلية الضخمة مثل جوجنهايم أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وبيت العائلة الإبراهيمية، وجميعها في إطار المنطقة الثقافية في السعديات.



وتتولى دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أيضاً مسؤولية حماية وتحسين الموروث الثقافي الغني في الإمارة؛ بدءاً من المواقع التاريخية في العين والمدرجة ضمن قائمة «يونيسكو» للتراث العالمي وصولاً إلى المباني التراثية الأحدث، إضافةً إلى الحفاظ على الممارسات الثقافية المعنوية والتي تعتبر مكوناً أساسياً من الهوية الإماراتية.





ومن جهته، يلعب مركز أبوظبي للغة العربية التابع للدائرة دوراً داعماً مهماً للغة العربية من خلال إقامته للعديد من البرامج والفعاليات ذات الصلة؛ مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب. كما يعمل المركز على بناء علاقات وشراكات مع مؤسسات مرموقة عالمياً مثل جامعة كولومبيا.

يأتي توحيد الصناعات الإبداعية والثقافية تحت مظلة دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تأكيداً على أهميتها ودورها كحافز وداعم للقطاع يشرف على جميع مجالات الثقافة والوسائط المتعددة والألعاب، ومفوض بخلق بيئة غنية مستدامة تحفز نمو وازدهار القطاع الثقافي والإبداعي بأكمله.

وفي إطار جهودها لدعم هذا النمو، أضافت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قطاعاً جديداً إلى مجالات عملها يشرف على الصناعات الإبداعية في إمارة أبوظبي وعلى برنامج التأشيرة الإبداعية الذي يقدم فرص عمل مستدامة في أبوظبي عبر إتاحة المجال أمام المواهب المبدعة من جميع أنحاء العالم للعيش والعمل في دولة الإمارات.

وتشمل مهام الجهة الجديدة أيضاً تنظيم أُطر عمل العديد من الشركات والمبادرات الإستراتيجية العاملة في أبوظبي وتطويره والترويج له، بما في ذلك «إيمجنيشن أبوظبي»، و«أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية» ولجنة أبوظبي للأفلام، فضلاً عن إشرافها على برامج التدريب والتطوير كمبادرة المختبر الإبداعي ومبادرة استوديو الفيلم العربي.