عبدالله المهيري

في الأسبوعين الماضيين كتبت عن إيلون ماسك وشرائه لتويتر.. الصفقة لم تنجز بعد لكن أخبارها لن تتوقف حتى بعد انتقال ملكية الموقع إلى ماسك.

من بين كل هذه الأخبار، خبر واحد أراه مهماً وهو بيان أرسلته شركة تويتر لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تحذر فيه من احتمال خروج عدد من الموظفين بسبب مالك الشركة المستقبلي وعن صعوبة توظيف موظفين جدد لنفس السبب.. حذَّرت الشركة أيضاً من احتمال أن يقلص المعلنون من إنفاقهم على إعلانات تويتر وأن موظفي تويتر قد تنخفض إنتاجيتهم في فترة الانتقال بسبب قلقهم من المالك الجديد.

بالطبع هناك احتمال ألّا تنجز الصفقة لأي سبب ولا يصبح ماسك مالكاً لتويتر، لكن حالياً كل شيء يشير إلى أن الصفقة ستنجز وستنتقل ملكية الموقع إلى ماسك، الذي أعطى موظفي تويتر عدة أسباب للقلق على وظائفهم والشركة التي يعملون بها.

ماسك تسبب في موجة من التنمر على إحدى موظفات تويتر التي حملها مسؤولية سياسات تويتر التي لا يوافق عليها ماسك، جاك دورسي مؤسس تويتر ومديرها السابق كتب أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي قرارات حول سياسة مراقبة المحتوى في تويتر، وهذا لم يوقف موجة التنمر على موظفة تويتر ولم تكن الوحيدة التي تعرضت لذلك، فالعديد من الموظفين الذين أبدوا استياءهم من ماسك بالتحديد وجدوا أنفسهم في مواجهة جيش من المتنمرين.

أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة

ماسك صرح بأنه يرى أن حرية الرأي هو ما يحدده القانون. في الولايات المتحدة القانون يعطي حرية كبيرة للناس لقول وكتابة ونشر أي شيء حتى الأفكار المروجة للكراهية والعنف، وفي الشبكات الاجتماعية هذا المحتوى منع وحذف لأنه يتسبب بضرر على أرض الواقع، ورؤية ماسك هنا ضيقة وساذجة لأن دولاً مختلفة لديها قوانين ضد الكراهية وإن كانت تعطي الناس مجالاً واسعاً لإبداء آرائهم حول أي شيء لكنها تمنع خطاب الكراهية، هذه الدول ستلاحق تويتر قانونياً وتعاقب الموقع على عدم اتباع قوانينهم.

هناك كذلك المعلومات الخاطئة والإشاعات والأكاذيب وهو المحتوى الذي تحاول الشبكات الاجتماعية حذفه والتقليل من انتشاره، لكن تحت إدارة ماسك قد يعود كل هذا لتويتر لأن القانون لا يمنعه، وهذا يعني أن تويتر سيصبح مستنقعاً للمحتوى السيئ الذي لا شك سيضطر العديد من الناس للخروج منه، وهذا أمر يحدث الآن قبل إتمام صفقة الشراء، إذ إن هناك فئة كبيرة لا تريد من ماسك أن يصبح مالكاً للموقع.