عمرو زكريا

واصلت مؤشرات الأسهم الرئيسية في الولايات المتحدة خسائرها في جلسة الخميس، حيث انخفض داو جونز بمقدار 565 نقطة ليسجل أدنى مستوى له منذ مارس 2021 ولا يزال على إغلاق الجلسة حوالي الساعة والنصف حد كتابة هذه الأسطر، كما انخفض مؤشر الـ500 SP 67 نقطة أو 1.74%.

الجدير بالذكر أن أسواق المال تعتبر في منطقة هابطة أو " bear market" في حالة انخفاضها بـ20% من أعلى مستوى. الآن مؤشر الـSP500 منخفض 19.63% ومؤشر ناسداك الذي يتسم بإدراجه لشركات قطاع التكنولوجيا منخفض 28.74% منذ بداية العام.

يبدو أن حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي تثير قلق المستثمرين، خاصة بعد تقرير التضخم يوم أمس في الولايات المتحدة والذي أشار إلى ارتفاع التضخم، باستثناء الغذاء والطاقة شهر أبريل على أساس سنوي إلى 8.3%، حيث ارتفع مؤشر الطاقة 30.3% لنفس الفترة وارتفع مؤشر الغذاء 9.4%، والذي يمثل أعلى ارتفاع منذ أبريل من عام 1981.

الصراع في أوكرانيا يزيد من قلق المستثمرين تجاه حالة أسواق المال. المخاوف زادت بعد إعلان فنلندا اليوم عزمها الانضمام لحلف الناتو في تحدٍ واضح لروسيا، وفي إشارة لزيادة درجة الحرارة الجيوسياسية في المنطقة، الذي ستكون نتيجتها زيادة في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة ما سيؤدي إلي بقاء مستويات التضخم مرتفعة.

أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة

بين التضخم وبين حالة عدم اليقين تجاه الاقتصاد العالمي يبحث المستثمرون على ملاذ آمن لرؤوس أموالهم، وبين تلك الملاذات الآمنة تتبوأ السندات الحكومية ذات التصنيف الجيد والعائد المرتفع الأولوية، ما يفسر عزوف المستثمرين عن الذهب لأنه غير مدر للدخل لصالح سندات الخزانة الأمريكية التي وصلت عوائدها إلى 2.84% مقارنة بـ1.37% للأسهم المدرجة في مؤشر الـSP500.

في الأغلب، ستستمر عوائد السندات في الارتفاع حيث أعلن الفيدرالي الأمريكي على لسان أكثر من مسؤول رفيع عزمه على الاستمرار في رفع سعر الفائدة بوتيرة ثابتة في محاولة للتحكم في التضخم، الذي ما عادت أسبابه تعود لعوامل عابرة كما كان يأمل البنك الفيدرالي وبنوك مركزية أخرى.

نسب التضخم المتصاعدة ستدفع البنوك المركزية للاستمرار في رفع أسعار الفائدة، وهنا تكمن المعضلة بالنسبة للأسهم لسببين: الأول أن رفع أسعار الفائدة يزيد كلفة الاقتراض والأعمال على الشركات ما يؤثر سلباً على ربحيتها ويجعلها أقل جاذبية للمستثمرين، السبب الثاني أن ارتفاع سعر الفائدة يرفع كذلك العائد على السندات فيجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين، خاصة أن مخاطرها أقل من تلك الكامنة في الأسهم في ظل الظروف الحالية.