صالح البيضاني

كشفت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول استهداف المنشآت النفطية السعودية والمتناغمة مع موقف طهران العدائي، عن ملامح تحالف جديد يضم الحالمين باستعادة أمجاد إمبراطورياتهم الغابرة على حساب العرب.

قفز إردوغان في مؤتمر ثلاثي جمعه بالرئيسين الروسي والإيراني على الحقائق، وذهب لتبرير الاعتداء الذي تؤكد كل التقارير أنه مرتبط بإيران تخطيطا وتنفيذا وأهدافا، وانساق خلفه قطيع من العرب المسكونين بأحلام الخلافة وأوهامها.

وتتفاخر طهران بقدرتها على اخضاع أربع عواصم عربية عبر أذرعها العسكرية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتتباهى انقرة بأتباعها من جماعات الإسلام السياسي التي تعمل على العبث بأمن بلدانها في سبيل تحقيق مشروع «خلافة إسلامية على منهاج النبوة»، تؤكد الشواهد أنه آخر شيء يفكر به عقل إردوغان البراغماتي، ولكنه يستخدمه لتمرير مشروع هيمنته الأكثر شبها بالمشروع الإيراني.

في الحالتين تستخدم تركيا وإيران أدوات متشابهة في تحقيق أهدافهما الرامية للتوسع في العمق العربي، مستفيدين من حالة الضعف والارتهان والخيانة التي تتربع عليها عدد من التنظيمات والأنظمة، في مقدمتها نظام الدوحة الذي تحول إلى خزينة لتمويل مشاريع تفكيك العرب، ونشر الفوضى، وتمكين محور طهران - انقرة.

يأخذ الصراع بعدا قوميا يؤكد على أن مشاريع الإمبراطوريات المندثرة لا تنظر للعرب بما في ذلك عملائها منهم، إلا كأدوات ووسائل دونية ليسوا في الأساس جزءا من هذه الأحلام الفارسية والعثمانية العابرة للحدود والمنطق السياسي.

إنّ التحديات التي تواجه العرب تفرض عليهم البدء بإعادة تقييم سريعة وجادة لخارطة الأصدقاء، والاعداء، والمسارعة في بناء حلف صلب يكون التحالف العربي نواته ورأس حربته، بقيادة السعودية ومشاركة الامارات ومصر والبحرين، للوقوف صفا واحدا في مواجهة خيالات إردوغان العابثة، وتصرفات إيران المجنونة، التي تقودها أفكار إيديولوجية شبيهة بفكرة اليهود الذين يدفعون العالم لحرب كونية يظهر على إثرها «المسيح المخلص» لتمكينهم، فيما يقوم مبدأ الملالي على خلق فوضى تخرج «المهدي المنتظر» من سردابه!.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»


لم تكن حالة الاصطفافات الإقليمية والدولية أكثر وضوحا مثل ماهي عليه اليوم، حيث تتطابق طموحات ورثة الإمبراطورية الفارسية مع مثيلتها العثمانية في حلف انتهازي لا يضع نصب عينيه من عدو سوى العرب، وعلى وجه التحديد السعودية ومصر، آخر القلاع العربية السامقة والصامدة في مواجهة المد الفارسي والأحلام العثمانية، وهو ما يجعل هامش الخيارات محصورا بشدة، بين أن تكون عربيا، وبين أن تلتحق كتابع بركب المشروع الإيراني -التركي الفاشي!