د. أسماء الكتبي

الاحتجاجات في لبنان، كما تابعنا، بدأت حين خرج مئات الآلاف من الشباب إلى الشوارع معبرين عن غضبهم ضد ضريبة جديدة فرضتها الحكومة على الاتصال عبر الإنترنت (الوتس أب)، وبالرغم من إلغائها سريعاً بعد الإعلان عنها يوم 17 أكتوبر 2017، إلا أن هذا لم يمنع موجة الغضب العارم والمتراكم، منذ أزمة النفايات في 2015، التي ما زالت تتراكم في الشوارع، إضافة لتدهور البنية التحتية، وانقطاع التيار الكهربائي.

وبالرغم من مشروعية الاحتجاجات وجديتها، إلا أن جهات تسعى للحط منها، مستغلين العنصر النسائي خاصة، أولاً: بتركيز مواقع التواصل الاجتماعي على اللُّبنانيات الفاتنات، ثم ظهور إحداهن تطالب بزيادة الأجور لتستطيع القيام بعمليات تجميل، وتظهر إِشاعات تفيد باغتصاب فتاة في ساحات المظاهرات، ويختتم الأسبوع بقيام راقصة مغمورة تدعى «سماهر»، بالرقص على سقف إحدى السيارات بملابس فاضحة جداً.

منذ البداية رأيت أن من يقوم بتشويه الاحتجاجات اللبنانية أيدٍ إيرانية، فالاحتجاجات في لبنان والعراق تطالب بالحد من التدخل الإيراني في الدولتين، لأن هذا التدخل هو السبب الأول لفساد الحكام فيها، وبالتالي تدهور الدولة لدرجة الوصول للهشاشة.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»

الملاحظ أنه بعد الخطاب الثاني لـ«حسن نصر الله» يوم الجمعة الماضي، أصبح ما كان بالنسبة لي مجرد تخمين أمراً مؤكداً، وهو أن حزبه من بين الأيدي الفاعلة التي تشوه الاحتجاجات، كما جاء في وصفه الحراك الاحتجاجي بأنه لم يعد حركة شعبية عفوية بل تقودها أحزاب معينة.. إلخ، وخطاباته عموماً ليس لها صدى لأن الاحتجاجات لا تزال مستمرة.