بقلم: فادي عيد وهيب باحث ومحلل سياسي ـ مصر

في اعتدائها الأخير على الأراضي السورية، تمكنت تركيا من تهجير أكثر من 350الف كردي من الشريط الموازي لحدودها مع سوريا بعمق 30كم (وهو نصف المستهدف لتحقيق مشروع المنطقة الامنة، ونصف الآخر نقل السوريين الذى تم تتريكهم لتلك المنطقة، كي يتكرر مشهد قبرص الشمالية أو لواء الاسكندرونة)، بعد أن أثبتت أن قوات سوريا الديمقراطية( قسد)"مجرد صناعة الإعلام الاوروبي والأمريكي في محاولة لكسب أكبر تعاطف عالمي تجاههم ولتصويرهم بمظهر الجيوش النظامية.

وبالنسبة لسوريا عاد علمها يرتفع فى الحسكة والقامشلي، وبنقاط استراتيجية هامة كانت بعيدة عن الجيش منذ أعوام، بعد أن عادت مدارسها تفتح تحت راية علم الجمهورية العربية السورية وبمناهج دمشق، والأهم أن الاكراد الذين تمردوا على دمشق عادوا إليها، وبالمقابل فإن إيران ربحت عندما تمكنت من كسر شوكة الأكراد في شمال سوريا، خاصة وأن ذلك الأمر جاء بعد فتح معبر القائم/البوكمال بين إيران والعراق كي يستمر عمل الحبل السري بين طهران وبيروت.

أما روسيا فقد ضمنت أن اردوغان لن يخرج من عباءتها إلى الأبد، بعد مشهد حضور مايك بنس وبومبيو في اسطنبول المهين للدولة التركيا ككل وليس لشخص اردوغان فقط، فبات الأخير مضطرا أن يرتمي في حضن بوتين أكثر وأكثر، كمال أن روسيا تخلصت من صداع الأكراد، الذين لم تسطع تحييدهم عن واشنطن، أو إعادتهم للدولة السورية من جديد.

أما من سيسألني: ماذا عن الولايات المتحدة؟.. وهل ربحت هي الأخرى؟.. أجيب بالقول: أمريكا أقل الرابحين، لأنها انسحبت من الشمال السوري بالأمس لصالح تركيا عن عمد، ولكن ستكتشف فى الغد أنها انسحبت لصالح موسكو وطهران، ومن قبلهما دمشق بالخطأ.


أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة