فينيامين بوبوف

جذب النفط في الشرق الأوسط الإدارة الأمريكية دائماً، فبسببه قامت الولايات المتحدة بغزو العراق عام 2003، ثم بدأت في نهب مليون برميل يومياً من أموال الشعب العراقي الذي كان يعاني ويلات الغزو.

وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب أعلن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، إلا أنه التف حول قراره وقال إن الولايات المتحدة ستعيد الوحدات الأمريكية لحماية حقول النفط.

وكما صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن تهريب النفط من المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية مستمر، حيث قدمت وزارة الدفاع الروسية قائمة «قافلة نفطية» طولها كيلومترات لتصدير المواد الخام بصورة غير قانونية من البلاد، كما صرح المسؤولون الروس مراراً وتكراراً بأن الولايات المتحدة تدعم ميليشياتها الموالية من خلال عائدات هذا النفط.

إن تصرفات الولايات المتحدة في سوريا تتعارض مع القانون الدولي، حيث إن الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الذي يقودونه موجودون بشكل غير قانوني فيها، رغم موقف حكومة بشار المعارض لذلك.

وفي وقت سابق، أعلنت القيادة الأمريكية علانية أن تنظيم داعش الإرهابي قد هُزِم وسحق، ثم تعود هي نفسها لحماية حقول النفط في سوريا!، وهذا الموقف من حيث المبدأ أمر غير قانوني وتلاعب بالعقول، خاصة أنه صادر من دولة تعتبر قطباً عالمياً في الديموقراطية والاقتصاد.

إن كل استغلال غير قانوني للموارد الطبيعية لدولة ذات سيادة دون موافقتها يعتبر غير قانوني، وزملاؤنا الأمريكيون يدركون جيداً موقفنا من موسكو من هذا الأمر، وسوف تبقى تدافع عن سيادة عن سوريا.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»


وحتى تولسي جابارد، سيناتور الحزب الديمقراطي الأمريكي التي تعتزم الترشح للرئاسة في عام 2020، ألقت باللوم على الرئيس ترامب في نيته الاستيلاء على حقول النفط السورية، وقالت لقناة فوكس نيوز «إن ترامب قد غيّر خططه، فإذا كان قد دعا في وقت سابق إلى عودة الجنود الأمريكيين من سوريا إلى وطنهم، فهو الآن يريد تركهم هناك»، ووفقا لجابارد، لم يتم ذلك لمحاربة المتشددين، ولكن لحماية الودائع والثروات التي ليست للولايات المتحدة، ولكنها للشعب السوري.

ونقلت إحدى وكالات الأنباء عنها قولها «هذا مثال على تكتيكات حرب لا نهاية لها باسم تغيير النظام السياسي في سوريا، والتي لم تكن بحاجة إلى بدء ويجب إيقافها على الفور».

وكما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فإن تصرفات الجيش الأمريكي فيما يتعلق بحقول النفط في شمال شرق سوريا غير قانونية، ووفقاً لها، فإن «دولة عظمى، تعلن بلا نهاية تمسكها بقيم ديمقراطية معينة لا يمكنها ضخ النفط من حقول النفط في شمال شرق سوريا، مع تغطية نشاطها الإجرامي بذرائع معينة لمحاربة التطرف».