رامي عبدالله - باحث في مجال القيادة والسياسات التربوية ـ الأردن

هناك عدد من الأبحاث الأكاديمية العربية التي تعب فيها أصحابها، ثم أضحت حبيسة الرفوف والغبار، دون أن يُنتفع بها في حل مشاكلنا المتعددة في وطننا العربي، ويتحدث الجميع دائماً عن ضرورة زيادة الإنفاق الحكومي على البحث العلمي، لكن في المقابل يتم تجاهل مسألة الهدر في المجهود العلمي، الذي بذله الباحثون العرب، والذين قدموا الكثير من الحلول في شتى المجالات.

المحبط في هذا الأمر هو أن مهمة الباحث حالياً لا تتعدى الحصول على الدرجة العلمية أو الترقية الأكاديمية، ما روّج لصورة نمطية قبيحة مفادها أن هذه الأبحاث مجرد «كلام فارغ»، وبهذا نكون قد أضعنا بركة العلم وأصبحنا نسعى للألقاب الأكاديمية كسعينا لشراء الأثواب الجميلة والعطور.

أكاد أجزم من واقع تجربتي في مجال البحث التربوي، بأن ما يوجد على رفوف إحدى كليات التربية في الوطن العربي من أبحاث ورسائل ماجستير ودكتوراه، يكفي لحل مشكلات الوطن العربي التعليمية كافة، حيث لا يمكن لأحد أن يتخيل عدد تلك الأبحاث والقضايا التي تناولتها، ولكن من يدخل مدارس بعض الدول العربية يرَ تعليماً يشبه شكل الحياة قبل 100 عام، ولا يمكن قبوله إذا كنا ننادي بدفع عربة التنمية.

أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة

ما نحتاجه حقاً في الوطن العربي هو الابتعاد عن العزلة في عملية التنمية والتخطيط وصناعة القرار من خلال إتاحة الفرصة للباحثين، وخاصة الشباب بالمشاركة في تقديم الحلول واستغلال الجهد البحثي الذي سهروا وتعبوا من أجله، وإذا كانت النظرية البرغماتية تشير إلى أن قيمة الأشياء تأتي من منافعها وفوائدها.. فما قيمة الأبحاث إن لم تعالج جراحنا ومشاكلنا العربية؟