بقلم: شهد أسامة المصطفى إعلامية - السودان

يكاد يكون حسن التعامل واللباقة ودماثة الخُلق سلوكاً حضارياً، ولغة عالمية مشتركة في مختلف الثقافات والمجتمعات، ولا شك في أن المتواضع يسطع نجم فكره، إذ يندر أن تجد مجتمعاً قيماً في علاقاته وينساق وراء سلوك أفراد متكبرين، وإن وجد فهو مجتمع متخلِّف.

وقد جاءت مختلف الشرائع بالتأكيد على حسن الخلق، ذلك أن الإنسان واحد ـ في مختلف الأزمنة والأمكنة ـ وإن تنوّعت الفروق الفردية، ثم إن الشرائع غايتها واحدة في جعل القيم الأخلاقية ضابطة، وحاكمة للحركة اليومية المعاشة وخاصة في بيئات الأعمال.

إن مناط التأثير في بيئة العمل هو حسن الخلق، ولعل أهم مظهر من مظاهر حسن الخلق، والتي تزيد من درجة تأثير الفرد في بيئة العمل التواضع حيث موضعه، بما يساعد على إقامة روابط سوية وقوية بين العاملين.

ولكي يكون الفرد مؤثراً في بيئة عمله، عليه التحلي بالتواضع للحق، من خلال خضوعه للحق وانقياده له، وبعض الأفراد ربما يسهل عليه أن يرجع إلى الحق إذا اكتشف هو بنفسه الخطأ، بينما المتكبر المتصف بالرعونة لا يطيع ولا يستجيب إلى النصحية والإرشاد.

والتواضع للحق هو الذي يجعل الفرد كبيراً في عيون الآخرين، وهذا عكس المتكبر الذي يظل على موقفه من الرعونة، في المؤسسات الرسمية، فيوبخ وقد يتم إبعاده من منظومة العمل برمتها، لأنه يصعب معالجة مثل هؤلاء، وزيادة عددهم على مستوى الأفراد والجماعات يؤدي إلى ضعف العلاقات ونقص إنتاجية المؤسسة، ويورث الشحناء والبغضاء.

أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة


يبقى القول: إن معظم الناجحين هم من الذين تمتعوا بدرجات عالية من التواضع، وبالقدرة على إيجاد مساحات واسعة لخفض أجنحتهم للواعدين من الذين يلتقون معهم في ظروف العمل.