محمد البحراوي

أكد أطباء لـ«الرؤية» أن حالة الخوف الشديد من فيروس كورونا الجديد، غريبة وغير مبررة، نظراً لضعف هذا الفيروس، وضآلة نسبة الوفيات الناتجة عنه، في حين أن أمراضاً وفيروسات أخرى تصيب وتقتل أكثر منه بمراحل.

وطمأن الأطباء الجمهور بأن هذا الفيروس سينتهي قريباً، وأن أنسب حل في الوقت الحالي هو الوقاية منه بتجنب السلام بالأحضان والقبلات، وغسل الأيدي، مع زيادة التوعية وإمداد الناس بمعلومات حول طبيعة الفيروس وسُبل الوقاية منه.

وقال استشاري الأمراض الصدرية الدكتور شريف فايد، إن فيروس كورونا في أساسه إنفلونزا عادية، لكنه تطور حديثاً وانتقل من الحيوان إلى الإنسان، وبهذا تكون الأمور أكثر خطورة لكنها تبقى في المتناول.

دكتور شريف فايد

وذكر أن هذا ما حدث مع إنفلونزا الطيور والخنازير اللذين أصابا العالم بالذعر، ثم تحولا الآن إلى إنفلونزا موسمية لها علاجها، مضيفاً «نستقبل يومياً من حالتين إلى 3 حالات بإنفلونزا الطيور والخنازير وصار الأمر عادياً».

وأوضح أن نسبة الوفيات بإنفلونزا الطيور والخنازير في البدايات وصلت إلى 2.5%، لكن الآن لا تتعدى نسب الوفاة 0.5% من الإصابات، وهو أمر قريب لكورونا الصين، ما يدلل على أن الأمر ليس بخطير، خصوصاً في دولة الإمارات التي توظف أحدث نظم الرعاية الصحية والفحص والتدقيق والوقاية.

أخبار ذات صلة

خالد الشنقيطي مؤسس «صفقات»: جمعتُ مورّدي الأغذية مع المطاعم في منصة واحدة
«قرقاش الدبلوماسية» تستضيف حلقة نقاشية لمسؤولة في الاتحاد الأوروبي

وأشار إلى أن الفيروس المقلق والمرعب بشكل حقيقي هو «ميرز كورونا» الذي وصلت نسبة الوفيات إلى 35% من المصابين، إلا أنه لم تمر سوى أسابيع وتلاشى الفيروس، وكذلك الأمر بالنسبة لكورونا الصين الجديد، فقد اقترب الوقت لاكتشاف علاجه وجعله متاحاً، فالأطباء في الصين بدؤوا بتجريب علاجات له على المرضى في مدينة ووهان.

وقال إن المجتمع عليه وضع الأمور في نصابها الصحيح، والمعلومات الحقيقية أنه فيروس سريع الانتشار ولا تظهر أعراضه إلا بعد الإصابة به بفترة، وهنا يجب على الناس منع التقبيل أثناء السلام للحد من انتشار الفيروس، وتجنب الاختلاط في الأماكن المزدحمة بقدر الإمكان، وغسل الأيدي باستمرار، والعطس في الكُم، وغسل الأيدي بعد لمس الأسطح متكررة الاستخدام مثل مقابض أبواب دورات المياه، وممارسة الحياة بشكل طبيعي دون قلق.

بدوره، أبدى استشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى راشد الدكتور بسام محبوب، استغرابه من حالة الهلع التي أصابت الناس حول العالم، وأرجع ذلك إلى نقص المعلومات حول طبيعة الفيروس في بدايته بسرعة.

وأضاف، أن الحالات التي تموت بسبب هذا الفيروس، كلها حالات لديها أمراض مزمنة سابقة، كضعف المناعة أو الالتهابات الرئوية المزمنة وغيرها من الأمراض الصدرية، وهو أمر لا يدعو للقلق إطلاقاً، وعلى الناس اتباع طرق الوقاية التي تعلنها المؤسسات الصحية في الدولة.

ووافقه استشاري ورئيس قسم العناية المركزة في مستشفى دبي الدكتور أشرف الحوفي، بالقول إن من يدّعون اختلاف كورونا 2019 عن سابقيه مخطئون، فهو فيروس عادي ضمن عائلة كورونا الفيروسية، والإنفلونزا الموسمية العادية تسبب إصابات ووفيات أكثر منه، ولكن الناس خافت منه لنقص المعلومات عنه.

أشرف الحوفي

وأوضح أنه ليس من المعقول أن يتعرض الإنسان لأمراض الجهاز التنفسي ويجلس في الزحام ويسلم على هذا وذاك ويقبل الناس دون وعي، لأن جميع فيروسات الجهاز التنفسي تنتقل من خلال العطس أو الكحة لإنسان آخر على مسافة أقصاها متر ونصف، لذلك لا داعي للأحضان والقبلات و«المخاشمة» هذه الأيام.

وقال إن معدلات الوفيات بكورونا الصين الجديد، أقل بكثير من أمراض أخرى أكثر انتشاراً منه، ما يستدعي التأكيد على الالتزام بالاحتياطات الوقائية التي ستحد من هذا المرض، مشدداً على أن هذه الفيروسات ستتغير وتتحور سنوياً، فعلى الإنسان التعود على فيروسات جديدة كل عام، مع العلم بأن علاجها متشابه وطرق الوقاية منها متشابهة.

ولفت إلى أنه يتوقع اكتشاف علاج خلال الأيام القادمة، بمجرد الانتهاء من دراسة الخريطة الجينية والوصول إلى الكود الجيني لهذا الفيروس.