عمر عليمات

تعاني إيران اليوم وضعاً معقداً يضيف تعقيداً جديداً إلى وضعها الغارق في المشاكلات، إذ إن الانتشار السريع لفيروس كورونا الذي تشهده مدن إيرانية عدة، بات يمثل خطراً كبيراً عليها، خاصة أن أعداد الإصابات والوفيات في تزايد، ولم يسلم حتى كبار المسؤولين.

انتشار كورونا في إيران أصبح مثل كرة الثلج التي تتدحرج متجاوزة كل الحدود، نتيجة للتداخل الجغرافي والديموغرافي مع دول وشعوب المنطقة، الأمر الذي يحتم على الجميع التعامل مع الموضوع من مبدأ الأمن الإقليمي الصحي الشامل، بعيداً عن الخلافات السياسية القائمة بين إيران والعديد من دول العالم، لذا فإن الوقوف مع إيران ـ صحياً - وتقديم الدعم الطبي لها، لا يعبر بالضرورة عن تفاهمات سياسية أو تجاوز للخلافات، بل هو إدراك عميق لحجم الخطر وانعكاس ما يحدث في إيران على المنطقة كاملة، وقبل كل ذلك هو موقف إنساني مطلوب، فالشعب الإيراني لا علاقة له بدهاليز السياسة والحكم.

وما ينطبق على إيران ينطبق على كافة الدول التي تعاني أوضاعاً صحية سيئة ولديها عجز في المستلزمات والمعدات الطبية، فمن واجب كل دول العالم التي تمتلك الإمكانات والقدرات سواء المادية أو العلمية أن تمد يد العون للدول التي تحتاج إلى المساعدة، لأن ظهور أي بؤرة للمرض يعني بالضرورة انتقاله إلى بقية دول الإقليم، بغض النظر عن صرامة الإجراءات ودقتها.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»

في بداية ظهور الفيروس في الصين، كتبنا في هذه الزاوية أن كورونا ليس مشكلة صينية، واليوم وبعد ما يشهده العالم أجمع أصبح ثابتاً بما لا يدع مجالاً للشك ألا أحد مستثنى من خطر كورونا، فبالمحصلة باتت إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية بؤراً جديدة وخطيرة للفيروس، إلى جانب البؤرة الأساسية في الصين، والفيروس خرج من عباءة آسيا ووصل إلى الأمريكتين وأوروبا وأفريقيا وأستراليا، أي إنه أصبح قضية عالمية بامتياز، وعلينا بلا استثناء أن نضع السياسة جانباً في هذه المرحلة حتى تنجلي غُمة كورونا، وبعدها لكل حادث حديث، ولعل الدول تصحو على حقيقة أن حسن الجوار والتعاون والشراكات والتحالفات هي السبيل الأفضل لمواجهة التحديات التي تأتي من دون استئذان، ومن دون أن تستثني أحداً.