محمد زاهد غول

شهدت تركيا في الأشهر الأخيرة، تأسيس أحزاب سياسية جديدة، كان آخرها حزب «الديمقراطية والانطلاقة»، بزعامة علي باباجان، وهو شخصية سياسية معروفة لدى الشعب التركي، حيث كان من مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، برفقة عبدالله جول، ورجب طيب أردوغان وآخرين عام 2001.

وُلد باباجان عام 1967، ودخل غمار السياسة عام 2002، كعضو مجلس تنفيذي لحزب العدالة والتنمية، وقد انتُخب عضواً في مجلس النواب عن مدينة أنقرة 2002، وعُيِّن وزيراً للشؤون الاقتصادية في الحكومة الأولى لحزب العدالة والتنمية، وكان سبباً في النجاح الاقتصادي الذي رسَّخ حزب العدالة والتنمية في الحكم لسنوات متتالية، كما أسس البروفيسور أحمد داود أوغلو «حزب المستقبل»، وهو شخصية سياسية مرموقة، عمل مستشاراً لرئيس الوزراء أردوغان لسنوات طويلة، ثم وزيراً للخارجية، ورئيساً لحزب العدالة والتنمية، ورئيساً للوزراء 2014، إثر ترشح أردوغان لرئاسة الجمهورية في العام نفسه، والملاحظ أن كلتا الشخصيتين السياسيتين، تضعان أمام حزبيهما وأنصارهما مسؤولية المواجهة مع حزب العدالة والتنمية بقوة وخبرة، فمنذ تأسيس حزب العدالة والتنمية، لم يستطع حزب سياسي نزع السلطة السياسية منه، وإن استطاعت بعض تحالفات الأحزاب، التأثير على مستوى تمثيله في البرلمان والحيلولة دون تمكنه من تشكيل حكومة لوحده، كما حصل في انتخابات يونيو 2015، وما لاقته حكومته الائتلافية بزعامة أحمد أوغلو من عجز، ما دفع حزب العدالة والتنمية إلى السعي لتغيير النظام الرئاسي وتعديل الدستور 2016.

وبالنظر إلى الدعاية التأسيسية لكلا الحزبين، فإن آفاقهما غير مشجعة، فقد طغت شخصية كل منهما على هوية الحزب وبرامجه، فدواود أوغلو شخصية محافظة وخطابه أيديولوجي، وللمقربين منه علاقة عائلية ومناطقية، فكراً وأوساطاً محافظة، وهذه الوساطة المحافظة لا يزال تأثير حزب العدالة والتنمية مهيمناً عليها، وأما باباجان، فيحاول تقديم حزبه برؤية مشتركة وتوافقية مع قطاع كبير من الشعب التركي، بغض النظر عن خلفيته الخاصة في المجتمع، لذا يركز على القواسم العامة، والتي تلمس فيها انتقادات عامة لسياسات الحزب الحاكم في السنوات القليلة الماضية.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»

لم يأخذ إعلان تأسيس الحزبين اهتماماً، ولا صخباً إعلامياً عالياً، بسبب مخاوف فيروس كورونا العالمية التي خطفت المتابعة الشعبية والإعلامية، وكذلك دخول تركيا في الصراع السوري، وسقوط العشرات من الجنود الأتراك في إدلب، وهذا ما فرض تساؤلاً مفاده: هل ستشكل معارك الحزب الحاكم العسكرية في الخارج عاملاً إيجابياً لكسب تأييد الشعب له؟