محمد مطالقة محاضر في أكاديمية ربدان ـ الإمارات

كان التعليم في الماضي متوفراً للجميع، ويعتمد على أخذ المعلومات من المدرس، فكان المدرس هو الرافد الوحيد الذي يرفد الطلاب بالمعلومات الرئيسة، وعليه يعتمد الطلاب، ويحظى بمكانة عالية، وله كل الهيبة والاحترام، انطلاقاً من ذلك الميراث الذي يجعل المعلم على مقربة من السير على خطي النبوة، خاصة أنه كان يجمع بين التربية والتعليم.

ومع تطور وتغير التعليم تبعاً للتغيرات التكنولوجية المرافقة للعصر، أصبح الإنترنت رافداً أساسياً له، وهنا تغيرت احتياجات الطالب ومنها حاجته الضرورية لجهاز لوحي من أجل إيصال المعلومات.. فهل نحن لا نزال قادرين على الاستمرار في غرس حب المعلم في أنفس أبنائنا؟ وهل ستختلف النظرة المستقبلية للمعلم بتطور العصر وطبيعته؟

إن النظرة المستقبلية للمعلم متوقفة عليه هو نفسه؛ لأن التعليم الإلكتروني لا يلغي دوره، بل أصبح دوره أكثر أهمية وأكثر صعوبة، فهو المبدع الذي يدير العملية التعليمية، ويعمل على تحقيق طموحات التقدم، وأصبح مزيجاً من مهام القائد ومدير المشروع البحثي الناقد والموجه والمربي للاستفادة القصوى من التكنولوجيا وتوظيفها.

ومما لا شك فيه أن دور المعلم سوف يبقى للأبد ولكنه اليوم أكثر صعوبة من السابق؛ لأن التعليم الإلكتروني لا يعني تصفح الإنترنت بطريقة مفتوحة فقط بل بطريقة تحتاج إلى توجيه، وتحديد لاستخدام المعلومات وأن يكون ذا مرونة تمكنه من الإبداع والابتكار، وهذا يعد من أهم أدوار المعلم.

ومن المرجح أن تظل مكانة المعلم مُحفوظة، تجاوباً مع قول الشاعر أحمد شوقي:

أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة


قف للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.