سارة مطر

أنا مع تطوير السلطة الوظيفية كل فترة، ومع تغيير القيادات في العمل، وعدم تمكين المسؤول لفترة طويلة في وظيفته القيادية، بل يمكن لهذا المسؤول أن ينتقل إلى إدارة أخرى مع صلاحيات أكبر، وإعطاء فرصة لموظفين آخرين للإحلال بدلاً منه.

وفي الوقت ذاته أنا ضد إقصاء المسؤولين ونقلهم لإدارة مكان آخر، فهذا الإقصاء لن يأتي بخير على الموظفين الذين يرأسهم مسؤول تم إعفاؤه من صلاحيات متعددة، لأنه سيكون ممتلئاً بالغضب والرغبة أكثر في التعنت والتسلط، ما سيؤثر على أداء مهام الأعمال الوظيفية، وسرعة ودقة إنجاز الموظفين. فإذا أردنا أن نعاقب مسؤولاً ما، فعلينا ابتعاثه لأخذ عدد من الدورات التي تمكنه من إدارة المنشأة والموظفين.

أن تكون قيادياً أمر ليس بالساهل كما يظنه البعض، وعلى القائمين على تطوير المنشآت والأيدي العاملة أن يفهموا أن تحويل الموظف العادي إلى مسؤول، يحتاج إلى إعادة تطوير نفسي وفكري، إلى جانب إبراز المهارات الخاصة بالمسؤول الجديد.

بالنسبة لي، أستبشر بأي قيادي جديد في مكان عملي، حيث تأتي روح جديدة مختلفة تقيل العثرات وتهدم التحزبات القديمة، وتكون لدى هذه الروح نظرة متطورة، تسعى بكل ما تملك لإثبات وجودها، ومحاولة كسب ودّ الموظفين، فالمسؤول الذي ينام لسنوات طويلة على كرسيه، تقل الهمة بداخله، ويقل عطاؤه بشكل كبير، ويصبح متنمراً على موظفيه، لكونه لم ينتقل إلى وظيفة أعلى مما هو عليه.

وبما أننا نقضي في العمل ساعات طوال، فأي موظف واعٍ لأهمية عمله، يحاول أن يكون مكان عمله فندق موسوم بخمس نجوم.

الموظفون بشكل عام لا يريدون أن يكونوا تحت إدارة مسؤول مضطهد، إنما يريدون مسؤولاً يشعر بالحب والثقة، حتى يبدعوا في أعمالهم.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»