فادي عيد وهيب باحث ومحلل سياسي ـ مصر

تخطّى الوضع في ليبيا مرحلة الكارثة، لذلك أصبح الكل يتساءل اليوم: ماذا تنتظر مصر كي تتدخَّل عسكرياً في ليبيا قبل فوات الأوان؟.. الحقيقة، إن كان ما يحدث في ليبيا له تداعيات خطيرة على الأمن القومي المصري، فتدخل مصر قد يكون له تداعيات أخطر، وحرص مصر الشديد في التعامل مع الملف الليبي له عدة أسباب، نذكر منها، على سبيل المثال ما يلي: أولاً: مصر تدرك حجم الدعم الأمريكي والبريطاني لتركيا، والأهم حقيقة أهداف الروس من دعم المشير خليفة حفتر، وأن أوروبا ستبقى في خانة رد الفعل، ولذلك جاءت ردة فعل مصر الأولى عبر عقد مبادرة سياسية لاستهلاك آخر محاولة سياسية أمام المجتمع الدولي، الذي يغض البصر عن جرائم تركيا في ليبيا.

ثانياً: رغبة مصر في عدم الصدام مع المجتمع الدولي بسبب ليبيا قبل الصدام بسبب ملف سد النهضة الإثيوبي، خاصة أن داعمي مشروع سد النهضة بإثيوبيا هم نفس داعمي أردوغان في ليبيا، والهدف واحد.

ثالثاً: بعد دخول روسيا بقوة بالميدان الليبي داعمة نفس الطرف الذي تدعمه مصر، وبالمقابل نزول أردوغان بكل ثقله لمحاربة الروسي هناك بالنيابة، ومصر لا تريد في تحركها بليبيا أن يكون خدمة لأطماع الكبار، وأن من يحصد ثمار دحرها للإرهاب هو الشعب الليبي وليس الدول الكبرى الطامعة في ثروات ليبيا.

رابعاً: خوف مصر من الانزلاق في مستنقع يستنزف طاقتها العسكرية ومخزونها الاقتصادي المحدود، فالقاهرة لن تدخل في أي مواجهة عسكرية بليبيا إلا وهي على يقين مسبق بتوقيت ونتيجة نهاية تلك الحرب، في ظل دعم الجوار الغربي لليبيا (الجزائر وتونس) لأعداء مصر في ليبيا.


أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة