أثار حارس نادي الهلال السوداني جمال سالم جدلاً كثيفاً طوال الأسابيع الماضية، ذلك بعد أن هدد إدارة الفريق السوداني بتقديم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مطالباً فيها بسداد مستحقاته المالية من طرف النادي، وإمكانية فسخه للعقد الموقَّع مع النادي من طرف واحد.
ولم يقف الجدل عند هذا الحد، بل تداولت الأخبار تفاوض الحارس الأوغندي مع نادي ظفار العُماني للالتحاق بصفوفه بسبب مشكلته المادية مع الفريق السوداني، وهو ما نفاه الحارس في حواره مع «الرؤية».
وعن أزمة المستحقات، أكد سالم أحقيته بمبالغ على الهلال، قبل أن يفيد لـ«الرؤية» باستلامه جزءاً منها، مشيراً في الوقت ذاته باستعداده للسفر إلى أم درمان معقل الهلال غداً الاثنين.
بدءاً، كيف تقيّم تجربتك مع الهلال السوداني حتى تاريخ اللحظة؟
أعتقد أنها تجربة جيدة جداً، تعلمت فيها الكثير من الأمور الجيدة في كرة القدم وهي، بلا شك، إضافة لمشواري الاحترافي، الدوري السوداني جاذب وتنافسي، والجماهير تتابع أنديته بشغف، وتمنح كرة القدم زخماً إضافياً، البيئة في السودان جيدة والمشجعون يحبون الكرة، ما يجعل اللعب هنالك أمراً ممتعاً.
جمال سالم لعب للمريخ ثم الهلال، ما أوجه الشبه والاختلاف بين الناديَين من خلال تجربتك معهما؟
الناديان هما الأفضل في إفريقيا، وكلاهما يناضل من أجل بطولات البطولة الإفريقية، في عهد رئيس المريخ السابق جمال الوالي كانت تقدَّم لنا الحوافز المالية في البطولات القارية، ما زاد من الروح القتالية لدى لاعبي الفريق وكانت محفزاً لهم.
أما في الهلال فالحوافز قليلة، مقارنة مع المريخ، ما يجعل معنويات اللاعبين في بعض الأحيان منخفضة، لكن في نهاية الأمر فإن هدف إدارة الهلال أيضاً هو تحقيق البطولات الإفريقية.
في الهلال هنالك اهتمام بالفريق وهو، مؤخراً، يتطور عاماً تلو الآخر، كما أن عقيدة النادي هي ضرورة الفوز بالمباريات خارج الأرض.
الأخبار تقول إنك غير راغب في العودة للهلال مجدداً وإنك تطالب بمستحقات مالية؟
لم أقل إنني لن أعود للهلال السوداني، فأنا لاعب محترف أعرف حقوقي وواجباتي جيداً، ولكن كانت لديّ مستحقات مالية طرف النادي عبارة عن رواتب شهرية، فأنا لم أحصل على راتبي لمدة 7 أشهر، أي منذ فبراير من العام الحالي، وأنا لاعب كرة قدم وهذا عملي الذي أعول منه أسرتي، أرسلوا لي بعضاً من مرتباتي الشهرية، وما زلت في انتظار البقية.
هل تقدمت بشكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)؟
لا، لم أشكُ نادي الهلال للفيفا، ولكن تقدمت بشكوى للاتحاد السوداني لكرة القدم وشرحت لهم فيها معاناتي، ولم يبتَّ الاتحاد في الشكوى إلى اللحظة، أنا في انتظار ردهم وبعدها لكل حادثة حديث.
لجنة تسيير الهلال المكونة حديثاً قالت إنها ستحل مشاكل اللاعبين المادية، هل خاطبوك بهذا الشأن؟
صحيح، فقد تكونت لجنة تسيير جديدة لنادي الهلال، وسمعت عبر وسائل الإعلام أنهم سيسددون متأخرات اللاعبين، لكني في النهاية يهمني أمر الهلال، وهذه اللجنة جديدة وحديثة عهد، فكرت بألّا أضغط عليهم منذ البداية وقلت سأنتظر ريثما يستقر المجلس الجديد وتتم عملية التسليم والتسلم بينهم والمجلس السابق، وبالفعل اتصلوا بي وأرسلوا جزءاً يسيراً من حقوقي ووعدوني بتكملة المبلغ، لذا سأتجه لأم درمان بانتظار وعدهم لي.
إلى أي نادٍ ستتجه حال لم يستجب اتحاد الكرة السوداني ولجنة الهلال الجديدة لمطالبك؟
في الأساس ليست لدي أي مشكلة في المواصلة مع الهلال، وقضيتي كانت واضحة وهي تتعلق بمستحقاتي، عليهم أن يسددوا لي جميع متأخراتي وهي حق ثابت وليست مرتبطة برحيلي من النادي من عدمه.
ما هي حقيقة مفاوضاتك مع نادي ظفار العُماني؟
لم أتفاوض مع أي نادٍ حتى الآن، لأنني حالياً بحسب القانون، لاعب في صفوف الهلال السوداني، بعد انتهاء عقدي مع الفريق سأفكر إما بالمواصلة معه وتجديد عقدي، أو بالانتقال إلى وجهة احترافية جديدة.
ننتقل للمنتخب الأوغندي، كيف ترى حظوظ منتخب بلادك في الوصول لنهائيات بطولة الأمم الإفريقية؟ حظوظنا كبيرة في التأهل للبطولة القارية، فمنتخبنا الوطني يتصدر مجموعته، ولدينا مباراتان ضد جنوب السودان، أعتقد أنه إذا حققنا الفوز فيهما سنصل إلى 10 نقاط ونكون قريبين من الوصول لنهائيات الكاميرون 2021، ونبتعد من منافسينا مالاوي وبوركينا فاسو.
ما زلت تجلس احتياطياً في ظل حارس المنتخب الأوغندي دينيس أونيانغو، متى سنشاهد جمال سالم أساسياً بين خشبات منتخب (الرافعات)؟
إنه لأمر رائع أن أكون برفقة الحارس الخبير دينيس، وأنا لا أشعر بالضيق كوني لا أشارك أساسياً مع منتخب بلادي، أنظر للأمر من جهة أنه فرصة مجانية للتعلم من حارس عملاق، ومتى ما حانت فرصتي سأغتنمها، في نهاية الأمر أنا وهو نلعب من أجل هدف واحد.
جمال سالم له دور كبير خارج المستطيل الأخضر، عرف عن مساهماتك المجتمعية في موطنك..
منذ الصغر، نسمع أن لاعبي كرة القدم لا يخدمون أهلهم وأنهم حثالة المجتمع، لذلك تركوا الدراسة وتفرغوا للكرة، أردت أن أثبت أن اللاعب له دور مهم تجاه بلده ومجتمعه وأننا لسنا فاشلين، نقوم بهذه الأدوار لإظهار الجانب الأكثر إشراقاً في كرة القدم.