محمد الحمادي

تفرح الإمارات كلها اليوم قيادة وشعباً، أرضاً وسماء، باحتفال الشقيقة السعودية بيومها الوطني الـ90، ويحتفل الخليج العربي مع الأشقاء في السعودية بهذه المناسبة في وقت تمر فيه المنطقة بظروف سياسية وأمنية واقتصادية، بل وصحية، صعبة جداً.

يحق لكل سعودي أن يفتخر بوطنه ويفتخر بما تحقق طوال تسعة عقود في منطقة تعج بالصراعات والحروب، وفي بلد مستهدف من أطراف مختلفة، دول تختلف فيما بينها على كل شيء ولا تتفق ولا تشترك إلا في عدائها للمملكة! لذا فإن السعودية وهي تحتفل بهذه السنوات من البناء، فإنها تحتفل بالصمود ومواجهة المؤامرات الخارجية والتحديات الداخلية، فلسنوات طويلة كان الفكر المتطرف الذي كان يسمى «الصحوي» يختطف المجتمع السعودي بأكمله، فتسبب في تراجع هذا البلد المهم في المنطقة والعالم عقوداً إلى الوراء، إلى أن جاء الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، ليُعيدا للسعودية وضعها الطبيعي بين دول المنطقة والعالم، ففي عامها الـ90 أصبحت السعودية مختلفة.

لقد أعاد الأمير محمد بن سلمان كثيراً من الأمور إلى نصابها، واسترجع السعودية ممن اختطفوها وأرادوا أن يحوّلوا هذه الدولة المهمة إلى هامشية، تهتم بقضايا صغيرة وتبتعد عن قضايا العالم الكبرى، لأسباب ادّعوا أنها دينية ترتبط بالعقيدة الإسلامية، والدين منهم براء، فخسروا، وتنفس السعوديون الصعداء، واسترجع الشباب حياتهم وأصبحوا ينظرون إلى المستقبل بشكل مختلف تماماً، ما جعل الشعب السعودي جزءاً فاعلاً في الحراك الإنساني والحضاري في المنطقة والعالم.

وعلى الصعيد الخارجي، أصبحت السعودية اليوم قوة لها كلمتها ومكانتها بين دول العالم، وأصبحت من خلال سياستها الخارجية مؤثرة بشكل كبير في سير الأحداث في المنطقة، فمنذ الربيع العربي، تعمل السعودية ومعها الإمارات يداً بيد من أجل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وحماية دولها من الأطماع الإقليمية المتمثلة في التوسع الإيراني والتدخل التركي في الدول العربية، ولولا الجهد السعودي في اليمن، على سبيل المثال، لكان هذا البلد تحت سيطرة الملالي، وقبل ذلك لولا دورها مع الإمارات تجاه مصر والبحرين لكان وضعهما مختلفاً اليوم.

لذا لا نستغرب من الدور العدائي الموجّه ضد السعودية من أطراف إقليمية تضررت مشاريعها بسبب الجهد السعودي الفعال والمؤثر بشكل كبير.

فمن كان يريد أن يكون منطقياً، فإنه يدرك أن السعودية تستحق التهنئة بيومها الوطني الـ90، فقد قامت طوال تاريخها بدعم القضايا العربية ابتداء بقضية فلسطين وانتهاء باليمن.. وبالنسبة لنا في الإمارات، فقد عرفنا دور المملكة ومكانتها، فاخترناها شقيقة في السراء والضراء، وأصبح مصيرنا واحداً، لا يفرقنا شيء مهما سعى المغرضون وحاولوا.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»


كل عام والسعودية قيادة وشعباً بألف خير، وفي تقدم ونماء ورخاء