د. عبدالله الكمالي

يسود العالم صخب كبير حول الأحداث الأخيرة التي وقعت في فرنسا بشأن الرسوم المسيئة للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فالتوجه الفرنسي يتلخص في أن المسألة حرية شخصية، فهي بلد الحريات ولا يمكن تجريم هذا العمل، وهنا لا بد أن نتوقف عند هذه الحريات المنفلتة غير المنضبطة.

من غير المقبول أبداً الدعوة إلى حرية فعل أي شيء سواء كان نافعاً أو ضاراً، فالكلام إن أدى إلى فتنة وكراهية واحتقار للناس فلا يمكن للعقلاء أن يقولوا إنه كلام خاضع لحرية الرأي والتعبير، فمن يتكلم مثلاً بخطاب عنصري بغيض لا يقبل في فرنسا كلامه أبداً، وسيتم إيقافه مباشرة بحجة العنصرية، وكذلك يجب تجريم الإساءة إلى الأنبياء والرسل جميعاً عليهم الصلاة والسلام، وخاصة نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم، فلا تدخل المسألة بأي حال ضمن حرية الرأي والتعبير، وهنا لا بد أن تتوقف الحريات.

إن استفزاز المسلمين بهذه الرسومات المسيئة أمر جارح جداً، لأن المسلمين يحبون النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أكثر من آبائهم وأمهاتهم والناس أجمعين، وهذه حقيقة لا تقبل النقاش عند المسلمين الصادقين، بل لا تكاد تجد بيتاً من بيوتنا يخلو من اسم محمد وأحمد فلا بد من وضع حد جاد لمنع تكرار مثل هذه الأعمال المسيئة.

والسؤال هنا: كيف يقوم بعضهم بالإساءة إلى المقام النبوي الشريف، وهم لا يعرفون أنه عليه الصَّلاة والسَّلام دعا إلى الخير والرحمة وعدم ظلم الآخرين، ودعا الناس إلى عبادة الله وحده، وحرم عليهم الظلم والبغي وسفك الدماء؟

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»

ومع توقف الحريات عند الحديث عن الجناب النبوي الشريف، لا بد من تنبيه المسلمين أن علاج هذه الإساءة لا تكون أبداً عن طريق سفك الدماء وفتل الأبرياء، بل تكون بإيصال السيرة النبوية العطرة إلى الآخرين بأسلوب مقنع ولغة مناسبة، كما تكون أيضاً بأن نتبع هديه عليه الصلاة والسلام، وأن نقتدي به في عبادته وطاعته وتعامله مع الناس، فمن اتبع سنته كان معه في الجنة بإذن الله، جعلني الله وإياكم منهم.