ساتوشي إيكوتشي

حتى الآن، لم يتم التوصل إلى قرار رسمي حاسم فيما يتعلق بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالرغم من ترجيح احتمال فوز جو بايدن، إلا أن الرئيس دونالد ترامب مصمم على الزعم بأنه المنتصر فيها، وهو يرفض الاعتراف بهزيمته.

ولم تبلغ عملية عدّ أوراق الانتخاب نهايتها من النَّاحية الرسمية، وما من أحد على الإطلاق في الوضع الذي يمكّنه من اتخاذ قرار نهائي في هذه المرحلة.

وبناء على الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالة، فإن من الأفضل للرئيس ترامب أن يعترف بهزيمته، ويفسح المجال لمعسكر بايدن للاستعداد لعهده الذي سيبدأ يوم 20 يناير 2021.

وكما كان متوقعاً، فلقد عارضت إدارة ترامب البدء في عملية نقل السلطة، وذهب الأمر بالرجل المخلص دائماً لترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، أن يعلن إصراره على«انتقال سلس للولاية الثانية لإدارة ترامب»، خلال مؤتمر صحفي نُظّم يوم 10 نوفمبر الجاري.

ويمكن لهذا الوضع أن يسبب كابوساً لزعماء العالم وقادته، وسواء أكان المنتصر هو ترامب أو بايدن، فإن على قادة الدول التعامل معه، لا سيّما أنه يعتبر الشخص الأكثر قوة على سطح الأرض.

وليس من المهم من هو المنتصر، بل إن المهم هو الأسلوب الذي سيتم عن طريقه تكريس إرادة الناخبين الأمريكيين بشكل واضح، ويأمل المواطنون غير الأمريكيين بتحقيق أي من المرشحيْن للنصر الحاسم بغض النظر عن الذي سيكون الفائز منهما. ولقد كُتب لنتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أن تبدد هذا الأمل، ومن شأن هذا الوضع الغامض أن يسبب الإحراج لزعماء العالم، الذين يتعين عليهم إعلان الولاء للحاكم الجديد للقوة العظمى.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»


ومع تزايد احتمال فوز بايدن، بادر قادة الدول الحليفة للولايات المتحدة في أوروبا الغربية واليابان ودول الخليج، إلى تقديم التهاني المتحفظة له، وبشيء من الحذر.

ولعل مما يثير الانتباه أن الزعماء الاستبداديين كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو الصيني «تشي جينبينغ»، هم الأكثر تردداً في قبول هزيمة الرئيس ترامب.

وقد لا يكون من السهولة أن يجد ترامب نفسه مجبراً على التخلي عن منصبه بعد خسارة الانتخابات، والتنازل عن الكرسي للمرشح المعارض له، مع أنه أظهر ميلاً شخصياً وسلوكياً واضحاً للتمسك بحكم استبدادي.

ونشير هنا إلى الحقيقة القائمة التي تفيد بأن رئيس الولايات المتحدة، الذي يعتبر الشخص الأقوى في العالم، هو في الواقع إنسان ضعيف ضمن منظومة حكومة الولايات المتحدة ونظامها الدستوري والتشريعي، الذي لا يترك الفرصة للرئيس بأن يفعل ما يريد، وخاصة فيما يتعلق بموضوع الانتخابات.

ومن المعروف أن النظام الانتخابي للولايات المتحدة ينطوي على فوضى هائلة وقضايا مثيرة للارتباك الشديد، ومع ذلك، فهذه الفوضى مصممة بطريقة رائعة ووفق مفاهيم عميقة.

وتُعتبر العراقيل المؤسساتية التي تحدّ من القوة الرئاسية ذات فاعلية عالية يمكنها أن تمنع الرئيس ترامب من إطالة فترة حكمه وفقاً لمشيئته.