آلاء هداية اختصاصية اجتماعية ـ السعودية

«عزيزي مُصلح المجتمع».. نعلم جميعاً حجم المسؤولية التي عليك ونقدر عملك كثيراً، ولكن إصلاحك للمجتمع لا يعني أن تكون فعلاً كذلك، إذْ ربما تكون من المفسدين.

إن دورك في إصلاح المجتمع لا يعني أن تصلح الناس وآراءهم وسلوكهم وشخصياتهم، لأن دورك في حدودك وليس في حدود الآخرين، لذا لا يأخذك ضيق الرؤية القائلة: إن الفرد جزء من المجتمع.. نعم هو جزء أساسي، ولكن عملك يقف عند إصلاحك للمجتمع وتمهيد الطرق للفرد ليتخذ قراره بالإصلاح بما يتناسب مع قناعاته وليس قناعاتك.

كما أن دورك في إصلاح المجتمع يتعلق بما يتفق عليه المجتمع لإصلاحه، وليس ما تسعى إليه فتقود الناس نحو الإصلاح، لأنه لا يتناسب مع قناعاتك الشخصية.

وكونك مُصلح للمجتمع يعني ذلك أن تعمل باتّزان عادل حكيم، مع أن القلب قد يكون نابتاً في نفس سيئة، يراودها وسواس الشيطان، وهذا يعني أنك لست خالياً من أهداف شخصية تقود الجماعة لتحقيقها.. فالنية ثم القيم ثم المبدأ الإنساني.. تلك الأسس هي من يقودك في عملية الإصلاح.

وتذكر أن إحدى رسائلنا في هذه الحياة هي: إعمار الأرض بما هو خير لنا جميعاً، فكن فعالاً للخير ومؤثراً، لا ليكون لك إرث من هذا العمل، بل لتبقى مورثاً من خلال علمك وعملك لأجيال قادمة كثيرة، ولو كان للإنسان القدرة على الحياة مرتين، فإنها ستكون من خلال عيشه المرة الأولى، ومن خلال أثره الذي تركه من ذلك العيش للمرة الثانية.

أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة