د. خالد رمضان

ترتبط ُالإمارات بعلاقات تاريخية ممتازة مع دول القرن الإفريقي، فبعيدا عن الجوار الجغرافي، فإن الطرفين تجمعهما علاقات تجارية ممتدة لقرون، ووصلاً للماضي بالحاضر، إذ تشكل التحويلات المالية للمغتربين الأفارقة في الإمارات مصدراً اقتصادياً هائلاً لبلدانهم المتعطشة للاستثمارات، والتنمية الاقتصادية، وإيجاد فرص عمل لآلاف الشباب الذي يعاني بطالة قياسية تضطره للهجرة إلى الخارج.
تشهد منطقة القرن الإفريقي تحولات اقتصادية غير مسبوقة، إذ تنمو فرص التجارة والاستثمار بسبب كتلة استهلاكية هائلة تقارب 226 مليون نسمة، وقد ترتفع إلى 400 مليوناً بحلول عام 2050، مما سيؤدّي إلى طفرة مستقبلية في الدخل وارتفاعاً قياسياً في القوى العاملة، ومن المؤكد أن الاستثمارات الإماراتية شكلت علامة فارقة في تاريخ المنطقة الجافة والفقيرة، فيما لا تزال هناك فرصاً سانحة للاستثمار في قطاعات أساسية مثل النفط، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، والتعليم، والزراعة، والسكك الحديدية.
ويبدو أن هناك قوى إقليمية ليس من مصلحتها مضي العلاقات الإماراتية - الإفريقية في مسارها الصحيح، وهذا الأمر يحتِّم إعادة هيكلة سياسة خارجية تتماشى مع النهج التنافسي المتزايد بهذه المنطقة الحيوية، والمثال الأقرب على ذلك هو تفشي المطامع الإيرانية، التي تشكل دافعاً رئيسياً لإعادة التموضع الاستراتيجي في القرن الإفريقي، وقد استطاعت أبوظبي خلال السنوات الماضية حماية مصالحها الاستراتيجية عبر توقيع اتفاقيات تعاون عسكري واقتصادي مع جيبوتي والصومال وإريتريا، وتمكنت بذلك من تأمين حركة الملاحة البحرية في باب المندب، ومقاومة أذرع إيران العسكرية في اليمن، ولا ننسى أن عدداً من سواحل المنطقة، وخاصة الصومالية، تشكل مسرحاً رهيباً لعمليات القرصنة البحرية، مما يضر بالمصالح التجارية للدول الغنية بالنفط.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»