تعيش سوريا اليوم، مرغمة، حالة من التعب والمعاناة نتيجة للأزمة التي اندلعت قبل نحو عشر سنوات والتي تطوّرت فيما بعد لتصل إلى مرحلة النزاع والحرب العسكريّة.
عشر سنواتٍ عجاف والشعب السّوري يرقب حلاً ينهي معاناته، التي ساءت أكثر فأكثر في كل عام جديد، بل في كلّ شهر وكل يوم، وكل ذلك أمام مرأى العالم غير القادر على وضع حدٍ لحالة الانقسام بين السوريين ـ موالاة ومعارضة ـ فواقع الحال معقد، ولكنه أقل حدة وشراسة بكثير من السنوات الأولى التي أعقبت عام 2011.
نستطيع القول: إنّه إذما تمت هذه الخطوة وفق هذه المعطيات الواقعية التي أتعبت الجميع سيضطر السوريون للقبول بتسوية سياسيّة شاملة، تبدأ بها الأطراف السياسية السورية بنفسها وبكل مكوناتها، وعلى حين غرّة وعبر قناة اتصال عربيّة حصراً، لتقلب سوريا حينها الطاولة على كل من أراد ويريد بها شراً من الأجندات الخارجية، قلباً يتأسّس على مبادئ ثلاثة لا تنازل عنها؛ أولها: وحدة سوريا واستقلالها أرضاً وشعباً، ثانيها: التأكيد على عروبة سوريا قضيةً وأرضاً وهوية، أما ثالثها: فرفض الوجود الأجنبي بكلّ أشكاله والحيلولة دون تحول سوريا إلى ساحة صراع دوليّة.
سوريا بحاجة اليوم إلى جرعة كبيرة من الحِسّ الوطني نابعة من السوريين أنفسهم، بحيث يرتفع عندهم كمون الوطنية ليصل إلى حالة من تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، والاستعداد للتضحية من أجل سوريا الواحدة الموحدة، البعيدة عن الانهيار السياسي والعسكري والاقتصادي، وهذا لا يكون من طرف على حساب آخر، بل يشمل الجميع في سبيل الحفاظ على سوريا، وإنقاذها من فخ التقسيم.