د.عبد الله الجسمي

حدد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 11 سبتمبر المقبل موعداً لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، على الرغم من نصيحة العسكريين الأمريكيين، بمن فيهم وزير الدفاع، وغيرهم بعدم الانسحاب، ‏لأن ذلك قد يعيد الأمور إلى حكم حركة طالبان مرة أخرى.

وهناك تجربة سابقة، فعندما انسحب السوفييت من أفغانستان لم تحترم الحركة الاتفاق الذي أبرمته، وقامت بإعدام الرئيس الأفغاني محمد نجيب الله. وسيتكرر هذا المشهد بالتأكيد، وقد لا تحترم طالبان أي اتفاق، وستنتهي الأمور للأسف نهاية محزنة‏ وستعود أفغانستان مرتعاً للتطرف والإرهاب وقد نشهد عودة القاعدة للواجهة من جديد.

ويأتي الانسحاب الأمريكي في ظل عمل عدد من دول الشرق الأوسط على محاربة الإسلام السياسي وملحقاته من قوى العنف والتطرف، حيث نجحت إلى حد كبير في محاصرتها بعد بذل جهود جبارة، ودفع بعضها ‏ثمناً باهظاً من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره.

وفي حالة عودة أفغانستان كحاضنة لقوى التطرف والإرهاب فستكون لذلك آثار سلبية على عدد من دول الشرق الأوسط العربية، وربما يقوي شوكة الإسلام السياسي ويوسع الرقعة الجغرافية ‏التي تشغلها هذه القوى، وستمتد آثاره حتى على ما يجري في وسط وغرب أفريقيا التي تشهد انتشاراً قوىاً للإرهاب والتطرف على نطاق واسع ولم تفلح حتى الآن محاولة السيطرة عليها أو الحد من عملياتها الإرهابية.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»

في نهاية الأمر ستكون تكلفة الانسحاب أكثر من تكلفة البقاء‏، فقيام الأفغان بمواجهة الإرهابيين في بلادهم مع القوات الدولية أقل كلفة من مواجهتهم في كل العالم.